حقوق الصورة محفوظة – هاري غريمشو.
هيدالغو يفيد بأن معظم الأشخاص لا يعرفون اسمه، وأنه معروف لديهم بكونه الشخص الذي هزم جون رام، وأنه لا بأس بذلك.
كان هيدالغو يلعب في جولة الألب للجولف بمصر قبل عامين ونصف، وفي هذه الجولة على أي لاعب أن يكون ضمن قائمة أفضل 5 لاعبين كي لا يخسر المال. ومع ذلك، مضت الأيام وصولاً إلى الوقت الراهن، حيث تغيرت حياته بشكل مختلف كلياً، إذ إن العمل الجاد الذي بذله قد جاء بثماره، وأنه سعيد بالمستوى الذي وصل إليه؛ يقول هيدالغو:
● ● ●
عمل جدي حاملاً لحقائب الجولف في ماربيا، وعندما كان الأثرياء يحضرون إلى المدينة للعب الجولف، كان «يستعير» بعض مضارب الجولف لوالدي. وهكذا بدأ والدي مسيرته في لعبة الجولف. عندما وُلدت في عام 1998، هرع بي والدي إلى ميدان التدريب القريب من منزلنا.
● ● ●
عندما بلغت الثامنة أو التاسعة من عمري، توجّب علي الاختيار بين الجولف وكرة القدم، لأن الوقت لم يكن كافياً في عطلات نهاية الأسبوع لممارسة الرياضتين معاً، حينها قال لي والداي: «نعلم أنك تحب كرة القدم، لكن من غير العدل أنك لا تلتزم بشكل كامل مع فريق الجولف، إذ إنك تقسم وقتك بين كرة القدم والجولف». لسبب ما في داخلي، فضّلت الجولف على كرة القدم.
● ● ●
يفضل معظم لاعبي الجولف الدراسة في الجامعات بأميركا، وعلى الرغم من أنني سجلت في إحدى الجامعات هناك، إلا أنني لم أذهب. لم أحب الدراسة، حيث كنت ضعيفاً لدرجة أنني رسبت في معظم امتحاناتي. في السنة الدراسية الأولى سجلت في جامعة ممفيس، وكنت أخطط للانتقال بعد ذلك إلى جامعة فلوريدا، لكنني لم أنجح على الصعيد الأكاديمي، وفكرت في نفسي أنه بحلول الوقت الذي أنتهي فيه من الجامعة، سأكون في منتصف العشرينيات من عمري. لذلك قررت احتراف لعبة الجولف. كان والدي من أكبر الداعمين لي، في حين أن والدتي لم تكن تحبذ فكرة التخلي عن مسيرتي الأكاديمية.
● ● ●
تقدمت بسرعة في سلم الترتيب. بدأت مسيرتي في جولة الألب عام 2021 قبل أن أشارك في جولة التحدي. واليوم، أنا في المراحل الأخيرة من موسمي الثاني ضمن جولة دي بي ورلد. لقد شهدت الأحداث تسارعاً كبيراً.
● ● ●
المشاركة هذا الأسبوع في بطولة إسبانيا المفتوحة للجولف في العاصمة مدريد، مثّلت حُلماً أصبح واقعاً. ولطالما كانت مدريد موطني الثاني خلال نشأتي، حيث قضيت الكثير من الوقت فيها مع الفريق الإسباني، وكوّنت العديد من الصداقات. لم يكن متوقعاً أن تتطور الأمور وتؤول إلى مواجهة جون رام في الجولة النهائية. هو أحد أبرز لاعبي الجولف الإسبان في العقود الثلاثة الماضية، إلى جانب سيرجيو غارسيا. كان الأمر مميزاً للغاية، خاصة لكونها المرة الأولى التي أتحدث فيها مع جون بعد أكثر من 10 سنوات.
● ● ●
التفوق على جون رام في الجولة الفاصلة هو ما كنت أحتاج إليه. الفوز ببطولة وطنية مثل بطولة إسبانيا المفتوحة يمنحك شعوراً بالقوةً والتحفيز، ولا يمكن تجربته إلا في البطولات الكبرى، أو بطولات بلدك المفتوحة، لأنها ببساطة تمثّل بطولتك الوطنية. عندما أفكر في هذا الإنجاز، يملؤني شعور عميق. بكيت كثيراً أثناء وبعد الفوز، ولكن ذلك طبيعي، لكونه يعكس حجم أهمية الفوز ببطولة وطنية.
الآن، وبعد أن تمكنت من التغلب على جون رام، أشعر بأنني أستطيع مواجهة أي شخص. نعم، كان من الضروري أن تسير الأمور في صالحي في ذلك اليوم، إذ إن جون رام لم يلعب بأفضل مستوى له في ذلك الأسبوع، لكن كان من الجيد أن أعرف أنني قادر على الفوز في الجولة؛ فهل من سبب يمنعني من الفوز في أي مكانٍ آخر؟
● ● ●
منذ ذلك الحين، كانت الأسابيع القليلة الماضية مذهلة بالفعل؛ ما زال معظم الناس لا يعرفون اسمي، وإنما يعرفونني بكوني ذلك «الشخص الذي هزم جون رام»، لكن لا بأس بذلك. من جهة أخرى، عندما أذهب إلى مكان وأجد أن الناس يعرفونني، أشعر بفخر كبير. أحب ذلك الشعور، خاصة عندما يحاول الأطفال الصغار الحصول على توقيع أو التقاط صورة. إنه شعور رائع حقاً. وأحب ذلك لأنني كنت في الموقف ذاته قبل ثلاث سنوات، وأدرك جيداً ما يعني ذلك لأي طفل. أعلم أن نتائجي لم تكن مثالية منذ الفوز الذي حققته في مدريد، لكنني لست قلقاً لأنني ببساطة أستمتع بهذه الرحلة.
● ● ●
لا شك أن مستقبل مسيرتي في رياضة الجولف العالمية لا يزال غير واضح. أعتقد أن الأسابيع أو الأشهر المقبلة ستكشف لنا بعض الإجابات، وتوضح كيف ستبدو السنوات العشر أو العشرين المقبلة بالنسبة لنا جميعاً. قد أكون أحد اللاعبون في الجولات الكبرى، أو أشارك في إحدى المنافسات الفردية المرموقة، لا أحد يعرف بالتأكيد. يتوجب علينا أن نتسلح بالأمل والإصرار، وأن نلعب بطريقة تُخلّد أسماءنا في التاريخ؛ فالبطولات والجماهير والعلامات التجارية هي المحرك الرئيس لمسيرتنا الاحترافية. علينا الابتعاد عن كل ما قد يضر بسمعة الرياضة ومكانتها، وأخص بالذكر هنا الجولات التي تنظمها رابطة محترفي الجولف وليف جولف ودي بي ورلد. لا أعرف إن كان يسعني التعبير عن ذلك بشكل أفضل، ولكن علينا أن نتعايش ونتعاون معاً لتحقيق النمو والنجاح.