يستعد الاتحاد العربي للجولف للاحتفال بمرور 50 عاماً على تأسيسه، من خلال تنظيم النسخة 44 من بطولة كأس الاتحاد العربي للجولف التي تقام في نادي الرياض للجولف في المملكة العربية السعودية، خلال الفترة من 10 حتى 15 نوفمبر 2025.

وتمثّل هذه المناسبة محطة بارزة في تاريخ الاتحاد، إذ تتزامن أيضاً مع مرور 35 عاماً على انطلاقة البطولة للمرة الأولى في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1988، احتفاءً بافتتاح ملعب المجلس الشهير في نادي الإمارات للجولف، الذي شكّل حينها نقلة نوعية لرياضة الجولف في المنطقة.

حقوق الصور محفوظة – كريم سلام، رئيس الاتحاد اللبناني للجولف عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي للجولف

وقد أعرب كريم سلّام، رئيس الاتحاد اللبناني للجولف وعضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد العربي للجولف، عن اعتزازه باختيار نادي الرياض للجولف لاستضافة البطولة هذا العام، وأضاف: «يسرنا الإعلان عن استضافة نادي الرياض للجولف النسخة المقبلة من البطولة. ونحن في الاتحاد العربي للجولف نسعى إلى تعزيز المشاركة العربية في رياضة الجولف وتنمية حضورها على مستوى المنطقة».

حقوق الصور محفوظة – نادي الإمارات للجولف في أواخر ثمانينيات القرن الماضي / بعدسة ديفيد كانون /

ويحمل كريم سلام إرثاً عريقاً في عالم الجولف العربي، إذ كان والده سليم علي سلّام، رحمه الله، صاحب الفكرة وراء تأسيس الاتحاد العربي للجولف في عام 1975، وأحد أبرز الشخصيات التي أسهمت في غرس بذور هذه الرياضة في المنطقة. ويأتي هذا العام ليُتوّج نصف قرن من مسيرة الاتحاد الناجحة في تعزيز اللعبة ونشرها في المنطقة. يقول كريم سلّام: «في عام 1984، كان والدي يرأس شركة طيران الشرق الأوسط، والتقى آنذاك الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، لبحث فكرة تأسيس شركة طيران وطنية جديدة –أصبحت طيران الإمارات لاحقاً – وأهمية الربط بينها ورياضة الجولف بوصفها أداة جذب سياحية. وهكذا، ساعدنا، الشيخ حمدان بن راشد، رحمه الله، في دعم إنشاء ملعب المجلس الذي افتتح في شهر مارس من عام 1988، حيث أقيمت أول نسخة من كأس الاتحاد العربي للجولف في الإمارات احتفاءً بهذه المناسبة».

وأضاف كريم: «كان الشيخ حمدان بن راشد سعيداً بهذا المقترح، فأصدر توجيهاته على الفور لبناء نادي خور دبي للجولف واليخوت الذي افتتح في عام 1991. وما زلت أذكر أننا نظمنا جولة استعراضية بمناسبة افتتاح الملعب بمشاركة إرني إلس ورايموند فلويد، ما يعكس عمق تاريخ الاتحاد العربي للجولف في دولة الإمارات العربية المتحدة».

لاحقاً، أقنع سلام الذي كان صديقاً مقرباً من ملك البحرين الحالي، حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، بإنشاء ملعب للجولف عشبي في البحرين أيضاً، ثم توجه إلى قطر وأقنع المسؤولين أيضاً بإنشاء ملعب مماثل، كل ذلك في إطار رعاية الاتحاد العربي للجولف لمسيرة ترسيخ الرياضة في المنطقة.

حقوق الصور محفوظة – الفريق الفلسطيني المشارك في كأس الاتحاد العربي للجولف في عام 1975
حقوق الصور محفوظة – معالي ياسر الرميان، رئيس الاتحاد العربي للجولف مع روري ماكلروي / بعدسة روس باركر من مجموعة إس إن إس
حقوق الصور محفوظة – البطولة العربية للناشئين والسيدات؛ الاتحاد العربي للجولف

وتابع كريم سلام: «لحُسن الحظ، أنني كنت شاهداً على دور لبنان في تشكيل عالم الجولف العربي حتى بلغ اليوم مستوى مرموقاً. وأنا فخور بالطريقة التي تمكّن بها اتحاد الإمارات للجولف من تطوير منظومة الاتحاد العربي للجولف خلال فترة رئاسته الطويلة. واليوم، لا يسعنا سوى أن نُثني على ما تقوم به المملكة العربية السعودية من تغييرات مؤثرة، ليس على المستوى المحلي وحسب، بل على الصعيد العالمي أيضاً. بالنسبة لي، يحمل هذا الحدث بُعداً عاطفياً كبيراً. وكان والدي ليشعر بالفخر لو شهد ما وصلت إليه رياضة الجولف اليوم في الوطن العربي. ربما لم يكن ليتخيل هذا الزخم، لكنه كان دائماً يؤكد أهمية أن يكون للعالم العربي مكانه في الساحة الدولية لرياضة الجولف».