حقوق الصورة محفوظة – هاري غريمشو.
قام نادي المرابع العربية للجولف بعد خمسة أشهر من الإغلاق لإجراء أعمال إصلاح وتطوير، بإعادة افتتاح الحفر التسع الأخيرة مؤخراً؛ فبعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر أبريل من العام الماضي، تسبب ارتفاع منسوب المياه في إتاحة الفرصة لإصلاح وتطوير مختلف المناطق في الملعب، إلى جانب أجزاء أخرى من مسارات الملعب كانت قد تضررت بسبب الأمطار الغزيرة، والتي كانت تشهد في الماضي صعوبات في تصريف المياه، واستبدالها بأنظمة صرف حديثة.
وتبنى النادي خلال الفترة التي شهدت إغلاق الحفر من 10 حتى 18، عمليات تحسين للارتقاء بتجربة اللعب في مختلف المسارات. وبعد إلقاء نظرة على التغييرات الجديدة التي حظي بها الملعب، إليكم المزيد من التفاصيل حول هذه التعديلات، بينما نرحب بإعادة افتتاح واحد من أروع ملاعب الجولف في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمكون من 18 حفرة.
مناطق البداية
أعيد تأهيل جميع مناطق تسديدات البداية في الجزء الخلفي من الملعب بالكامل، بدءاً من مناطق الانطلاق الحمراء في الأمام ووصولاً إلى مناطق الانطلاق السوداء الخاصة بالبطولات في الخلف، حيث تمت تسويتها وإعادة بنائها باستخدام تقنية الليزر، إلى جانب تغطيتها بعشب «باسبالوم» الجديد.
أما بالنسبة لمناطق الانطلاق في الحفر التسع الأولى للملعب؛ فسيتم العمل على تطويرها خلال الأشهر الاثنى عشر المقبلة لتتماشى مع تلك الموجودة عند الحفر التسع الأخيرة.
مسارات عربات الجولف
شهد الملعب أيضاً عمليات تعديل لمسارات عربات الجولف في المنطقة الرئيسة التي كانت عُرضةً لتراكمات المياه؛ فلطالما شكّلت هذه المناطق تحدياً عند هطول الأمطار، سواءً لمركبات الصيانة أو عربات الجولف، حيث كانت المناطق المغمورة بالمياه تعيق حركتها في الملعب. أما الآن، مع المسارات الجديدة المرتفعة عن سطح الأرض، فإن هذه التحديات تم التخلص منها.
جدير بالذكر أن هذه التعديلات تفيد مركبات الصيانة، حيث تحظى بوصول أسرع إلى الملعب بعد هطول الأمطار الغزيرة، إلى جانب سرعة التنقل في عربات الجولف داخل الملعب.
مناطق معزولة
الحفرة 15
كان هناك بعض المناطق في الملعب تطلبت اهتماماً أكبر، أبرزها الجزء الأيمن من مسار الحفرة 15 القصيرة بمعدل أربع ضربات التي تتميز بتحديها للعب الجريء. كان هذا الجزء يُعرف بوجوده مباشرةً فوق منطقة مياه جوفية، ما أدى إلى تدهور جودة العشب وصحته نتيجة لتأثر قاعدة الجذور.
ومع عمليات التطوير الأخيرة، تم رفع هذه المنطقة إلى مستوى أعلى، مع المحافظة على الهدف الرئيس من تصميم مسار اللعب، ما يسهم في تحسين صحة العشب مستقبلاً.
الحفرة 10
تأثرت الحفرة 10 بشكل كبير جرّاء الأضرار الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي اجتاحت البلاد في شهر أبريل الماضي، حيث غمرت المياه المنطقة الخضراء المحيطة بالحفرة بأكملها. حالياً، تم رفع الجزء الأمامي من بداية مسار الحفر التسع الأخيرة بين 30 و40 سنتيمتراً في بعض الأماكن. وعلى الرغم من المحافظة على التصميم الأصلي للتضاريس والمنحدرات، إلا أن بعض المناطق تم رفعها للحيلولة دون حدوث أي فيضانات في المستقبل، مع المحافظة في الوقت ذاته على الشكل العام للحفر تقريباً.
إضافة إلى ذلك، تم رفع أجزاء من مسار الحفرة 10، خاصة في النصف الأمامي من المسار في نطاق 100 ياردة، بمقدار يصل إلى 40 سنتيمتراً لضمان أفضل جودة للعشب وعزله عن منطقة تجمع المياه. إن من شأن هذا التعديل أن يسهم في تحسين نظام صرف المياه للحفرة بوجه عام. ففي حال هطول الأمطار مجدداً، سوف تتدفق المياه إلى المناطق الصحراوية والتجاويف المحيطة بالمسار بدلاً من استقرارها فوق سطح ممر اللعب والتسبب في إحداث أي أضرار محتملة.
الحفرة 13
شكّلت الحفرة 13 (ذات معدل 5 ضربات) أكبر تحدٍ بالنسبة للمشروع بأكمله؛ فقد تم اتباع إجراءات وعمليات مشابهة لتلك التي شهدتها الحفرة 10، حيث تم رفع الجزء الأخير من المسار الذي يمتد من نحو 150 إلى 170 ياردة حتى الجهة الأمامية من المنطقة الخضراء المحيطة بالحفرة، ليصل إلى 70 سنتيمتراً في بعض المناطق.
جدير بالذكر أن هذه الحفرة كانت تمثّل إحدى أكبر المشكلات للملعب، نظراً لقربها من منسوب المياه الجوفية. والآن، تم رفع الجزء الأمامي من مسار اللعب الذي كان عُرضة لتجمع المياه حتى في أوقات عدم هطول الأمطار. ومع تحسين نظام الصرف، كما هي الحال في الحفرة 10، أصبح بالإمكان تصريف المياه بشكل أفضل، ما يحول دون ركودها فوق المسار، حيث ستتدفق إلى المناطق الصحراوية المنخفضة المحيطة. وبفضل رفع قاعدة الجذور للعشب فوق مستوى المياه الجوفية، أصبحت جودة العشب أفضل بكثير.
يجدر التنويه إلى أن جميع هذه المناطق شهدت إصلاحات وعمليات ترميم، وهي الآن تمر بمرحلة «النمو» لضمان استقرار العشب وتحسين جودة الملعب بشكل مستدام.
نظرةٌ إلى المستقبل
يركز جزء كبير من مشروع نادي المرابع العربية للجولف في ما يخص المستقبل، حول العمل على التفاصيل الدقيقة.
على سبيل المثال، شهدت المناطق الصحراوية المحيطة بالمسارات نمواً مفرطاً للغطاء النباتي، ويرجع ذلك بشكل رئيس إلى كمية المياه الوفيرة التي تلقتها، حيث أدت الأمطار وارتفاع مستوى المياه الجوفية عن المعتاد، جنباً إلى جنب مع الطقس الدافئ خلال الصيف، إلى ظروف بيئية مثالية لنمو الغطاء النباتي.
نتيجة لذلك، أصبحت الأعشاب البرية والنباتات الجافة والشجيرات في المناطق الصحراوية المحيطة كثيفة بشكلٍ مفرط، ما جعل إدارتها أمراً صعباً للغاية. لكن بطبيعة الحال، تتباطأ عملية النمو مع حلول فصل الشتاء، الأمر الذي يمكّن فريق الزراعة من السيطرة عليه بشكل أكثر فعالية، ما يؤدي إلى جعل ملعب الجولف أكثر قابلية للعب.
إضافة إلى ذلك، يواصل فريق العمل التركيز على هذه التفاصيل للتأكد من جودة الجاذبية البصرية للملعب. ويتجلى ذلك عند الوقوف عند مناطق البداية، حيث يمكن بالفعل ملاحظة العمل الذي تم على بعض الحفر. فقد أصبحت الحدود الخارجية على طول جانبي المسارات الآن أكثر وضوحاً، ما يوفر رسماً واضحاً بصرياً للمسار.
وهذا النهج الواضح والصريح سيتم تطبيقه على مسارات اللعب بأكملها في المستقبل. فعند اكتمال أعمال التطوير والإصلاح، سيصبح هامش فقدان الكرات في المناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف أقل، مع المحافظة في الوقت ذاته على الطابع الجمالي للمسارات وتعزيز جاذبية النادي بصرياً.