حقوق الصورة محفوظة – من المصدر
تعد القولف رياضة دقيقة تتطلب ممارستها مهارات وتقنيات تسديد خاصة، من خلال حُسن التقدير والبراعة في إدخال الكرة الصغيرة في عدد من الحفر. لكن ثمة عوامل رئيسة أخرى من شأنها أن تساعدك على تحقيق أفضل النتائج، بما في ذلك تسديد الكرة من مسافات بعيدة، خاصةً من منطقة البداية باستخدام مضرب «درايفر»، وهو مسؤول عن توجيه الكرة في مسارها.
عند مقارنة هذا المضرب بأي نوع من المضارب الأخرى، نجد أنه يتميز بقدرته على إرسال الكرة إلى أبعد المسافات. وعلى الرغم من هذه الميزة، إلا أنه من الأهمية بمكان تسخير الإمكانات وصقل القدرة على استخدام هذا المضرب، وفَهْم الأساسيات التي تشكّل محاور مهمة للتمكن من إرسال الكرة إلى أبعد نقطة بدقة عالية ومستوى جيد من الاتساق.
أول هذه المحاور الرئيسة، هو الإلمام بكيفية إمساك المضرب والوقوف عند الكرة وأرجحة المضرب، وغيرها التي من المرجح أنك قد قرأت عنها في مقالات سابقة تم نشرها في نشرة «استكشف القولف» (Discover Golf). وفي هذه النشرة من «جولف دايجست الشرق الأوسط» سنتطرق إلى عدد من المعلومات المهمة الأخرى لمساعدتك بشكل أكبر على استخدام هذا المضرب بأفضل طريقة ممكنة.
مضرب «درايفر»
كما سبق أن ذكرنا، فإن مضرب «درايفر» عادة ما يكون خيارك الأول لتنفيذ الكرة وتوجيهها لمختلف الحفر من منطقة البداية، فهو يملك رأساً أكبر وذراعاً أطول وزاوية ميلان «لوفت» أصغر، ما يسهم في ضرب الكرة لأطول مسافة ممكنة.
ما مفهوم النقطة المنخفضة؟
في عالم القولف، يشير مصطلح النقطة المنخفضة إلى أقرب نقطة إلى الأرض لمسار تأرجح المضرب قبل أن يبدأ بالصعود. وعند ارتطام هذا المضرب، فإن موضع النقطة المنخفضة يعد عاملاً رئيساً بالغ الأهمية، إذ تسهم في ضمان ملامسة الكرة بشكل بسيط خلال عملية صعود المضرب، وهو أمر ضروري لتحقيق أكبر مسافة ممكنة وزاوية إطلاق مثالية.
ولتحديد أفضل نقطة منخفضة، يتوجب التركيز على توجيه المضرب بشكل انسيابي وسطحي مع الأرض (الصورة إلى أعلى)، مع تجنب خفض الجسم كثيراً خلال عملية أرجحة المضرب إلى أسفل، الأمر الذي يعد خطأ شائعاً عند محاولة جعل رأس المضرب يصل إلى أقرب نقطة من سطح الأرض. بعد إتقان قدرتك على التحكم بأفضل نقطة منخفضة خلال عملية الأرجحة، يمكن تحقيق أكبر فائدة لزاوية ميلان المضرب، ما يؤدي إلى التحكم بمسار الكرة ودفعها إلى أبعد نقطة ممكنة.
3 نصائح لصقل مهاراتك في استخدام مضرب «درايفر»
1 أهمية حامل الكرة وارتفاعه
إن استخدام حامل الكرة وضبط ارتفاعه عند التسديد بمضرب درايفر أمران ضروريان لتحقيق أقصى فائدة عند نقطة البداية. ويتم استخدام حامل الكرة لرفعها عن سطح الأرض لتمكينك من تسديد الكرة بالشكل الصحيح في كل مرة، وإطلاقها عالياً في الهواء من دون ملامسة سطح الأرض، فضلاً عن مساعدتك في ضرب الكرة بشكل طفيف خلال عملية أرجحة المضرب صعوداً.
ولبداية مفيدة، يجب على الجزء العلوي من وجه المضرب أن يكون موازياً لمنتصف الكرة. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن ضبط الارتفاع المناسب لحامل الكرة يتطلب إجراء بعض التسديدات التجريبية خلال التدريب. لاحظ الأثر الناجم عن اختلاف ارتفاع حامل الكرة على عملية الارتطام ومسار الكرة. ووفقاً لذلك قم بالتعديل اللازم برفع، أو خفض حامل الكرة ليتناسب مع تسديدتك.
2 موقع الكرة
العامل الثاني يكمن في موقع الكرة بالنسبة إلى وقوفك أمامها، إذ إن تغيير موقعها سيؤثر على وضعية الجسم. وإذا تم الارتطام بالكرة خلال عملية إسقاط المضرب أو ارتفاعه صعوداً فإن ذلك سيؤثر حتماً
على النتيجة.
بالنسبة لمضرب «درايفر»، يُفضل وضع الكرة بالقرب من الجزء الداخلي لكعب القدم الأمامية، إذ يضمن هذا الموقع بلوغ المضرب النقطة المنخفضة قبل الارتطام بالكرة بقليل، ما يمكّن من تسديد الكرة خلال أرجحة المضرب لأعلى. في حين إذا تم وضع الكرة في نقطة أبعد إلى الأمام بالقرب من القدم اليسرى، فإن من شأن المضرب أن يبلغ النقطة المنخفضة في وقت مبكر وستكون التسديدة منخفضة، وبالتالي المزيد من احتمالية وقوع أخطاء. على العكس من ذلك، إذا تم وضع الكرة إلى الخلف بعيداً عن موقع وقوفك بالقرب من منتصف الجسم، حيث يبلغ المضرب النقطة المنخفضة بعد الارتطام بالكرة، فإن ذلك يؤدي إلى إرسال الكرة إلى علو أكبر، لكن لمسافة أقصر.
3 المسافة بين القدمين
للمسافة بين القدمين أيضاً دور مهم في تحقيق تسديدة مثالية باستخدام مضرب درايفر. ففي حال كانت المسافة قصيرة بين القدمين، ستواجه مشكلة في المحافظة على توازن الجسم، ما يؤدي إلى تفاوت كبير بين التسديدات، في حين أن ترك مسافة أكبر قد يحد من قدرة الجسم على الحركة، وبالتالي الدوران والتوقيت في نقل تركيز الوزن.
عند الوقوف أمام الكرة مع مضرب درايفر، حاول أن تجعل المسافة بين القدمين أكبر بقليل من عرض الكتفين. هذه الوضعية تضمن التوازن والثبات، إلى جانب تمكين دوران الجسم بسلاسة أثناء أرجحة المضرب. كما أن هذه المسافة بين القدمين ستساعد في خفض المضرب لمسافة قريبة من الأرض والوصول إلى الزاوية المثالية لوجه المضرب.
كل ما ذُكر آنفاً!
كما ذكرنا آنفاً، فإن الارتطام بالكرة مع بداية صعود المضرب يسهم في تسجيل أفضل النتائج. وللمساعدة في تحقيق ذلك، اعمد إلى تنفيذ ما جاء في النقاط السابقة مع التركيز على ضمان مسار أرجحة سطحي عند إسقاط المضرب.
ويمكن بعد الأخذ بالاعتبار هذه المعلومات المهمة واكتشاف الحركة المناسبة للجسم لتحقيق مسار أرجحة مناسب، خوض التمرين التالي بكل سهولة.
كل ما عليك فعله، هو وضع غطاء رأس مضرب، أو كرة، أو حامل مطاطي آخر أمام حامل الكرة الرئيس، هذا الأمر سيساعد على التعرف إلى منطقة النقطة المنخفضة، فضلاً عن تسديد الكرة مع بدء عملية صعود المضرب بعد الإسقاط.
علاوة على ذلك، يمكنك اكتساب المزيد من الخبرة حول حركة الجسم المناسبة وتجنب ملامسة المضرب لحامل الكرة. لكن في حال حدث هذا الأمر، فاعلم أن النقطة المنخفضة دون المستوى المطلوب وقريبة من الأرض.
تمرن على تسديد المضرب من دون الكرة وتجنب الاصطدام بحامل الكرة الموجود أمامك. أيضاً تجنب تكرار محاولة جرف الكرة وإطلاقها في الهواء عبر تقليص امتداد الذراعين، لكون ذلك قد يؤدي إلى تسديدات غير متناسقة وقطع مسافات أقل. ومع مرور الوقت ستتمكن من تحقيق تناسق في التسديدات وإرسال الكرة إلى مسافات أبعد.
تذكر أن تطوير هذه التسديدات واتساقها يتطلبان التدرب عليها بشكل مستمر، فضلاً عن الالتزام والتفاني. كما أن اكتسابك فهماً أعمق لكيفية تأثير هذه العوامل على تسديداتك، من شأنه أن يسهم في تمكينك من اللعب بشكل أفضل، وتحقيق أقصى فائدة من مضارب درايفر وضربات البداية.
كونر ثورنتون عضو في فريق خبراء رابطة محترفي القولف الأميركية في نادي الرياض للقولف الذي تديره «قولف السعودية».