تمكن نادي جولف لبنان، في إطار سعيه والتزامه المستمر بتعزيز استراتيجيته البيئية، من تنفيذ عدد من الإجراءات الهادفة إلى تقليل آثار بصمته الكربونية، وحماية الموائل الطبيعية ضمن أراضيه ومنشآته، وذلك خلال السنوات القليلة الماضية.

وتشمل إحدى المبادرات المهمة دمج محطة للطاقة الشمسية في البنية التحتية الكهربائية الحالية للنادي، لرفع مستوى الطاقة إلى 78 كيلوواط. وهذه الخطوة الاستراتيجية لا تقتصر على تعزيز أمن الطاقة للنادي وحسب، بل تسهم أيضاً في التخفيف من أعبائه المالية وتحقيق وفورات سنوية تصل إلى 98 ميجاوواط/الساعة، وتجنب استهلاك ما يعادل 44 طناً من الديزل، ما ينجم عنه وفورات كبيرة في استهلاك الوقود تبلغ 39,500 دولار أميركي وفقاً لأسعار الوقود الحالية. ومن المثير للاهتمام أن النظام الشمسي حقق فترة استرداد للطاقة لمدة عامين تقريباً، ما يؤكد أهميته ليس على الصعيد البيئي فقط، وإنما مجدٍ على الصعيد الاقتصادي أيضاً.

وبحسب التقديرات، فإن للمنظومة الشمسية القدرة على منع نحو 117 طناً من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، بإجمالي 3 آلاف طن على مدى عمرها الافتراضي الذي يراوح بين 20 و25 عاماً. ولتوضيح هذا الأثر، فهو يشبه إزالة 128 سيارة من شوارع لبنان. وإلى جانب الدور البارز في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، يلعب النظام الشمسي أيضاً دوراً في الحد من انبعاث الغازات السامة، مثل أكاسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت، المعروفة بارتباطها بأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية، فضلاً عن تكوين المطر الحمضي.

من ناحية أخرى، وفي إطار استراتيجيته بالمحافظة على طبيعته وإعادة تأهيله، عمد النادي إلى زراعة 127 شجرة صنوبر صغيرة، إذ ستصل خلال ثلاثة إلى أربعة عقود إلى مرحلة النضج الكامل، وتعيش لما يزيد على 300 عام، حيث ستعمل على امتصاص قرابة 3 أطنان من ثاني أكسيد الكربون سنوياً. وإضافة إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، ستعمل أشجار الصنوبر بشكل عام على تحسين جودة الهواء عبر إنتاج الأكسجين وامتصاص الملوثات، مثل ثاني أكسيد الكبريت والأوزون والأجسام العالقة.

كما ستقوم أشجار الصنوبر بدور بارز في تنظيم دورة المياه المحيطة عن طريق امتصاص المياه وتبخيرها، والمحافطة على مستويات رطوبة التربة، وتقليل تسرب المياه السطحية والإسهام في إعادة تغذية المياه الجوفية، بما يعود بالنفع على كل من النظم البيئية وموارد المياه للاستهلاك البشري.