تعود في غضون بضعة أسابيع واحدة من أعرق بطولات الجولف في دولة الإمارات العربية المتحدة، بنسختها السادسة والعشرين، حيث تشهد كأس دبي للجولف للعام الحالي عودة أبرز اللاعبين المحترفين لمنافسة أفضل اللاعبين الهواة في فئتي الرجال والسيدات، في مواجهات مشوّقة على نمط كأس رايدر، لمدة يومين.

أما في ما يخص الانضمام إلى أحد الفريقين، فلا بد من الإشارة إلى أن ذلك لا يمكن تحقيقه بسهولة؛ فاللاعبون المحترفون، على سبيل المثال، يتأهل أفضل 12 لاعباً منهم عبر ترتيب الاستحقاق لجمعية الامارات لمحترفي الجولف، وبناءً على أفضل ستة مراكز لهم خلال بطولات الموسم. وتسري العملية ذاتها على اللاعبين الهواة، حيث يتأهل 12 لاعباً منهم للمشاركة وفقاً لترتيب الاستحقاق لاتحاد الإمارات للجولف.

ويتولي قائد كل فريق، جراهام فوربس قائد فريق المحترفين، ودان بيرن قائد فريق الهواة، اختيار اللاعبين الذين سيشغلون المراكز الأربعة المتبقية في تشكيلتهما، وذلك استناداً إلى تقييم دقيق من قِبَلهما. ومع ذلك ثمة شرط لا بد من استيفائه، بموجبه يتعين على المحترفين أن يكونوا قد شاركوا في خمس بطولات على الأقل من بطولات «جمعية الإمارات لمحترفي الغلف»، في حين يتوجب على اللاعبين الهواة المشاركة في خمس بطولات من بطولة الإمارات المفتوحة.

كما تتضمن البطولة مباراة تحدٍ بين اللاعبات، حيث تتنافس أفضل لاعبتين محترفتين مع أفضل لاعبتين هاويتين، وفقاً لترتيب كل منهن.

تأسست هذه البطولة برعاية «دبي للجولف»، وتتوزع منافساتها على خمسة ملاعب عالمية، هي ملعبا «فالدو» و«المجلس» في نادي الإمارات للجولف، وملعبا «النار» و«الأرض» في عقارات جميرا للجولف، إلى جانب ملعب البطولة في نادي خور دبي للجولف واليخوت. وسوف تقام فعاليات اليوم الأول هذا العام في نادي خور دبي للجولف واليخوت، في حين تقام فعاليات اليوم الأخير في ملعب المجلس في نادي الإمارات للجولف.

وعلى الرغم من جهود اللاعبين المحترفين خلال فعاليات البطولة في الأعوام الماضية، إلا أن الهواة سيطروا عليها، وفازو في تسع من النسخ العشرة الأخيرة. وكان المحترفون على وشك اقتناص الفوز في بطولة العام الماضي، غير أن اللاعب فيكتور كوفود – أولسن من نادي الإمارات للجولف، نجح بتسديد الكرة مباشرة إلى الحفرة الأخيرة، ليحقق تعادلاً حاسماً أمام مات رايس من نادي جولف كرافت، وتنتهي البطولة بنتيجة 16 لكل واحد منهما، ويحتفظ الهواة بلقب الكأس.

بالنسبة لقائد المحترفين، جراهام فوربس، فإن هذه البطولة أكثر من مجرد منافسة، ويدرك أهميتها جيداً، لكونه عضو في «جمعية الإمارات لمحترفي الغلف» منذ قدومه إلى الدولة قبل أربعة أعوام.

حقوق الصور محفوظة – جراهام فوربس؛ «جمعية الإمارات لمحترفي الغلف» (PGA)

يقول فوربس: «لهذه الكأس مكانة مميزة ولطالما كانت كذلك دائماً؛ فالبطولة تجمع أفضل لاعبي المنطقة، الأمر الذي يخلق حماسة واهتماماً كبيرين. لكن الوضع يختلف بالنسبة لي بوصفي قائد الفريق، إذ يُلقي على عاتقي مسؤوليات كبيرة، ويمنحني في الوقت ذاته امتيازاً؛ فالقائد لا يقتصر دوره على اللعب لمصلحته الشخصية وحسب، بل يقود الفريق ويتخذ القرارات المهمة، ويلهم زملاءه اللاعبين لتحقيق الأفضل».

لا بد من الإشارة هنا إلى سجل فروبس في كأس دبي للجولف، فقد حقق الفوز في 10 من أصل 12 بطولة سابقة. ويبدو أنه عاقد العزم على بذل كل الجهود لإعادة كأس البطولة إلى المحترفين بعد الخسارة في العام الماضي.

يقول فوربس: «ظننا أننا أحرزنا اللقب في العام الماضي، لكن الأمر توقف على الحفرة الأخيرة. كنا على وشك على الفوز، ثم رأينا الكأس تبتعد عنا. أحسسنا بخيبة أمل كبير، وهيمن اللاعبون الهواة على البطولة. لكن آن الأوان لتغيير ذلك».

وأضاف فوربس: «تتصاعد حدة المنافسة عاماً إثر عام، ونعلم جيداً أن المنطقة اليوم أصبحت تضم لاعبين من أعلى المستويات، الأمر الذي سيتجلى بأبهى صورة في بطولة هذا العام».

صحيح أن فوربس يسعى لإعادة لقب الكأس إلى المحترفين، لكنه يرى أن البطولة أكبر
من مجرد فوز باللقب، ويقول: «لا تقتصر أهمية كأس دبي للجولف على الفوز وحسب،
وإنما تتجلى في الروابط التي تجمع اللاعبين، والصداقات والاحترام المتبادل؛ فالشعور بالمنافسة حاضر بين اللاعبين، كذلك روح الزمالة والمودة بينهم، لذلك تعد هذه البطولة أمراً مميزاً».

ومن فريق الهواة لدى القائد دان بيرن المشاعر ذاتها. وستكون بطولة هذا العام هي مشاركته السادسة على التوالي، وقد أصبحت مشاركته في هذه البطولة هدفاً شخصياً يسعى للتأهل إليها منذ انتقاله للعيش في الإمارات العربية المتحدة، ويصفها بقوله: «إنها الطريقة المثالية لإنهاء الموسم».

حقوق الصور محفوظة – دان بايرني؛ «جمعية الإمارات لمحترفي الغلف» (PGA)

وأضاف بيرن: «نقضي العام كله في التنافس فيما بيننا، ونبذل قصارى جهدنا في البطولات الفردية، ثم نجد أنفسنا فجأة ضمن فريق واحد. هذا التحول في طريقة التفكير، من متنافسين إلى زملاء في فريق واحد، هو ما يجعل من هذه الفعالية مشوّقة للغاية».

كان للاعبين الهواة اليد الطولى خلال الأعوام الأخيرة، غير أن بيرن لا يدع هذا الانتصار يصرفه عن تركيزه، ويقول: «كنا محظوظين كثيراً عندما احتفظنا بلقبنا في العام الماضي، فلم تحسم بعض المباريات إلا في لحظاتها الأخيرة، وقد حققنا أموراً خارقة في المرحلة الأخيرة. لذلك ندرك جيداً أنه لا يسعنا التعويل على الحظ هذه المرة».

وأضاف بيرن: «يبدو فريق المحترفين أقوى هذا العام؛ فقد خسرنا بعض اللاعبين الأساسيين، وسمعت أنه انضم إليهم لاعبون مميزون من شأنهم أن يحدثوا فارقاً في البطولة. أرى أننا الفريق الأضعف هذه المرة، وهو وضع لم نعتد عليه».

ومع ذلك، يستمتع بيرن بفرصة قيادة الفريق، ويقول: «إنني أشعر بفخر بأن أتولى قيادة الفريق، فأنا أدرك حقاً أهمية هذه البطولة لجميع المشاركين، وسأحرص على أن نتعامل معها بالطريقة المناسبة. لقد حضرنا للتنافس، وبذل قصارى جهدنا وتقديم كل ما لدينا من دون أن نغفل عن الاستمتاع بالتجربة؛ فمن المهم الموازنة بين هذه الجوانب».

يقول بيرن: «سيشارك بعض اللاعبين في بطولة كأس دبي للجولف للمرة الأولى في حياتهم، وسأبذل قصارى جهدي حتى يستمتعوا بهذه التجربة. إنها بطولة حافلة بالضغوط، لكنها في الوقت ذاته، تُعد واحد من أكثر البطولات متعة التي يمكنك أن تكون جزءاً منها».