عثمان الملا، يستعرض حذاءه الجديد ZG23 من العلامة التجارية الشهيرة «أديداس»، يتأمل ويفكر في مستقبل القولف في المملكة العربية السعودية. تصوير: نفيل هوبوود

نلجأ في بعض الأحيان إلى استخدام كلمات مثل «أخي» و«عائلتي» مع أشخاص قضيت معهم وقتاً طويلاً ومميزاً في النادي أو العمل.

وبإمكانك التعرف بشكل موسع إلى المعنى الحقيقي لهذه الكلمات عندما يتسنى لك مقابلة شخصاً، مثل عثمان الملا.

بدأ اللاعب البالغ من العمر 36 عاماً مسيرته في مشهد القولف على الملاعب الرملية بالمملكة العربية السعودية، مستخدماً حصيرة مطاطية وبعض المضارب التي استعارها، في وقت لم يكن تحصيله الأكاديمي وفقاً للتوقعات، حيث كان يتسلل من المدرسة كلما تسنى له ذلك للعب القولف.

وقد كان للمثابرة وعشقه للعبة الفضل على المدى الطويل، حيث جاءت بثمارها عندما بدأ يستقطب الأنظار إلى منطقة الشرق الأوسط وغيرها من الأماكن التي كان يلعب فيها القولف؛ فكيف يمكن لشاب من صحراء السعودية التنافس مع أفضل لاعبي العالم؟

أثبت عثمان الملا جدارته وحقق حلمه بالفوز في عدد من البطولات، مثل بطولة قطر المفتوحة وبطولة أرامكو السعودية الدعوية عام 2008، وأصبح أصغر لاعب يفوز ببطولة قولف العرب للهواة عن عمر 21 عاماً، مسلطاً الضوء على ملابسه المفضلة من علامة أديداس التجارية أينما أمكن على أرض الملعب.

وبعد سنوات من السفر لتطوير قدرته على اللعب، عاد عثمان إلى أراضي المملكة عندما أصبح أول لاعب قولف سعودي محترف عام 2019، عن عمر 32 عاماً، في الوقت ذاته عندما دخلت اللعبة حقبة جديدة مع «قولف السعودية».

ولا يسعى عثمان الذي يعد لاعب قولف محترف يشارك في البطولات الموسمية، إلى ادخار أي جهد لجني ثمار ما عمل عليه السنوات الماضية، خاصة مع شقيقين إلى جانبه، على أهبة الاستعداد لحمل الشعلة والارتقاء برياضة القولف في المملكة العربية السعودية.

عثمان هو «الأخ الأكبر» لعائلة القولف السعودية، مع سطوع نجمي فيصل سلهب وسعود الشريف اللذين شاركا مؤخراً في البطولة السعودية الدولية من صندوق الاستثمارات العامة، أول منافسة لهما على الصعيد الاحترافي، والتي شهدت مشاركة عدد من النخبة ونجوم القولف العالميين، مثل فيل ميكلسون وسيرجيو غارسيا وبوبا واتسون وبرايسون ديشامبو وبروكس كويبكا وكاميرون سميث.

ومما لا شك فيه أن النجمين الصاعدين يتوجهان بالشكر والعرفان إلى «مثلهما الأعلى» عثمان، أو «الأخ الكبير» الذي أنار لهما الدرب وأرشدهما حتى في أحلك الأوقات، لينجحا بدورهما في الوصول إلى مستويات عالية، ورفع علم السعودية في مختلف المحافل والفعاليات الدولية.

عثمان الملا برفقة فيصل سلهب (إلى اليسار) وسعود الشريف. تصوير: نفيل هوبوود

يقول عثمان الملا خلال حديثه إلى مجلة جولف دايجست: «فيصل وسعود بمنزلة شقيقي الصغيرين، ويمكن لرياضة القولف أن تشعرك بالوحدة حتى وإن كنت بصحبة فريقك، المؤلف من طبيب العلاج الطبيعي والمدربين وغيرهم.

وبعد أن أصبحا لاعبين محترفين، فإن الأمور ستصبح مغايرة، حيث يمكن أن نعيش أفضل الذكريات معاً؛ فأفضل الذكريات لي في القولف حتى الوقت الراهن، تلك مع الفريق الوطني، نمثّل بلادنا في بعض البطولات الكبرى. فقد نشأت الألفة والصداقة الحميمة وروابط الأخوة على مدى السنوات الماضية. أعتقد أننا كنا نلعب سوياً منذ ما يقرب من 10 أعوام، ومما لا شك فيه أن هذه الروابط لا تأتي بسهولة. لقد أصبحت أقوم بدور الأخ الكبير لهما؛ فهم حقاً أصبحا موجودين إلى جانبي ضمن قائمة المحترفين، ورؤيتهما يسعيان وراء طموحاتهما لأمر رائع للغاية.

في السياق ذاته، من السهل التعلق ببطولة واحدة، لكن الآن نسير في مسيرة احترافية واعدة لنا نحن الثلاثة، وأنا متحمس لرؤية ما يحمله المستقبل لنا؛ فما هذه سوى الخطوة الأولى، بعد الشراكات التي تبنتها «قولف السعودية» والجهود الكبيرة التي بذلناها حول العالم. الأفضل لم يأت بعد».

من جهته، أشاد فيصل بعثمان الذي دائماً ما يقدم له النصيحة والمشورة سعياً للارتقاء بالجيل الجديد من لاعبي القولف السعوديين.

يقول فيصل: «كانت البطولة السعودية الدولية الخيار الأمثل للتحول إلى لاعبين محترفين. لقد شكّلت فرصة رائعة في مسيرتنا.

كانت مسيرتنا طويلة وحافلة، لكن الدعم المستمر الذي قدمه لنا عثمان و«قولف السعودية» واتحاد السعودية للقولف والمدربين وأفراد العائلة والأصدقاء، كان لهم جميعاً الفضل في إحداث الفرق، ما ساعدنا في تحقيق النجاح.

وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأشكرهم جميعاً وأتمنى أن أواصل تحقيق النجاح في مسيرتي الاحترافية».

الأمر كذلك بالنسبة لسعود الذي يشعر بالقدر نفسه من الحماسة لما يحمله المستقبل لهم، وأضاف: «منذ أن وقعت في غرام هذه الرياضة، خاصة بعد مشاهدتي للاعبين مثل عثمان الملا، كان هدفي أن أصبح لاعباً محترفاً. وأنا سعيد بالفرصة التي أتيحت لي من أجل تحقيق حلمي، واتخاذ رياضة القولف مهنة لي.

هنالك العديد من الأشخاص الذين أود أن أشكرهم على دعمهم لي، لكنني أخص بالشكر عثمان و«قولف السعودية» واتحاد السعودية للقولف الذين كان لهم دور رئيس في تعزيز وتطور اللعبة بالمملكة، وإتاحة الفرصة لكلينا للعب هذه القولف وبلوغ مراحل متقدمة فيها.

ولا يسعني الانتظار لمشاركة عثمان وفيصل اللعبة، واختبار قدراتنا أمام أفضل اللاعبين على أشهر الملاعب، فضلاً عن اعتلاء المنصات والفوز بالبطولات، آملين أن تسهم قصتنا في إلهام الآخرين وحملهم على السعي وراء أحلامهم».

عثمان خلال مشاركته في البطولة السعودية الدولية من صندوق الاستثمارات العامة على أرضية نادي وملعب رويال غرينز. تصوير: نفيل هوبوود

وأضاف عثمان وهو يحتضن «عائلته»: «هناك الكثير من المتطلبات عند المشاركة في الجولة، لذلك أتمنى أن أساعد الشباب على تجنب عدداً من الأخطاء التي وقعت بها ووضع حلول لها، ودفعهم لمواجهة التحديات ويصبحوا نجوماً تسطع في سماء رياضة القولف».

ولم تنقضِ مشاركة فيصل وسعود الاحترافية الأولى من دون أحزان، إذ اضطر عثمان إلى مغادرة المراسم الاحتفالية على ملعب رويال غرينز والعودة إلى الدمام بعد تلقيه نبأ وفاة والد زوجته. لكن، وبتشجيع من زوجته رنا، عاد إلى جدة لدعم أصدقائه في الفريق والاستمرار باللعب للتأهل في البطولة السعودية الدولية.

يقول عثمان متأثراً: «كانت أيام صعبة، لكن عودتي كانت ضرورية لدعم فيصل وسعود.

لقد أخبرت عائلتي أنه من الضروري أن أعود ومؤازرة أصدقائي يتوجب علينا أن نكون قدوة ومثلاً يحتذى ومصدر إلهام للشباب السعودي، وهذا الأمر ساعدني في المحافظة على رباطة جأشي.

أعتقد أن لعائلات لاعبي القولف فضل كبير؛ فزوجتي هي أكثر داعم لي وأقرب شخص إلى قلبي».

عند عودته إلى ملعب رويال غرينز، لفت عثمان الأنظار وأثار غيرة اللاعبين عندما ظهر مرتدياً حذاء «أديداس AG23» الذي كان العديد من المحترفين وأبرز اللاعبين الأميركيين والأوروبيين ينتظرون توافره في الأسواق لاقتنائه.

يقول عثمان: «استوقفني عدداً من اللاعبين الهواة المحترفين وتساءلوا حول الحذاء ومن أين حصلت عليه. لن أذكر الأسماء، لكنهم كانوا أشخاصاً معروفين ينظرون إلى حذائي والغيرة تملؤهم.

أود الإشارة إلى أنني أصبحت لاعباً محترفاً عام 2019، وبدأت المحادثات مع أشخاص غير رسميين في دبي لاحظوا أنني أحب ملابس ومعدات من علامة أديداس التجارية، ومن هنا بدأ علاقتي مع هذه العلامة.

كنت قد بدأت استخدم بعض أفضل معدات القولف المتوافرة. وبعد نحو عامين، دخلت في شراكة رسمية مع العلامة التجارية.

لا يمكنني أن أصف مدى إعجابي بالمنتجات الرياضية التي توفرها «أديداس»، فأنا لا أقتني شيئاً غيرها».

وعلى الرغم من تفهمها الكبير، إلا أن «رنا» لها حدوداً عندما يتعلق الأمر بهندام ومظهر عثمان الخارجي.

ويعترف عثمان أن زوجته غالباً ما تجعله يعيش أوقاتاً عصيبة عندما يتعلق الأمر بخزانة ملابسه التي تضم الكثير من منتجات «أديداس»، وأضاف: «لكن هذا نمط حياتي.

في الواقع، تعد منتجدات هذه العلامة التجارية رائعة، لهذا السبب أرتديها طوال الوقت. ويعتبر هذا الحذاء الأكثر راحة في اللعبة، ونسخة ZG21 السابقة للطراز الجديد، كانت أحد أفضل أحذية القولف لدي».

نفيل هوبوود

يقول عثمان: «بدأ الأصدقاء بإثارة حماستي عندما قالوا لي إنه علي انتظار المنتج الجديد لعام 2023؟ توجهت إلى متابعة المنشورات الترويجية واستطلاعات الرأي، ثم جاء هذا الحذاء الجديد وكنت مذهولاً حينها، إذ يعد أحد أخف الأحذية الرياضية وشبيهاً بالتصميم السابق. يزودك بشعور رائع ويساعدك على تحقيق التوازن والاستقرار من دون التأثير سلباً على صحة قدميك؛ فبعد جولة من القولف لا تشعر بأنك كنت ترتدي حذاءً؛ إذا كنت تعلم ما أقصده.

لن أتحدث عن التكنولوجيا المتبعة وما إلى ذلك، لكن كل ما أعلمه هو أن هذا الحذاء يساعدني على تقديم أفضل ما لدي في لعبة القولف».