اللاعبة الإنجليزية برونتي لو البالغة من العمر 27 عاماً تتطلع إلى تقديم أداء متميز خلال الموسم الحالي، وذلك عقب تألقها في عدد من البطولات البارزة خلال العام الماضي.

سطع نجم اللاعبة برونتي لو وقت مبكر من عام 2019، وذلك بعد نجاحها في التأهل للمنافسة في جولة رابطة لاعبات القولف المحترفات. وعلى الرغم من أنها خسرت بفارق بسيط أمام اللاعبة كيم ساي يونغ، خلال منافسات بطولة ميديهيل من رابطة محترفات القولف بولاية كاليفورنيا في شهر مايو، إلا أنها لم تدع هذه الخسارة تقف حجر عثرة أمامها، حيث نجحت بعد ذلك في الحصول على لقبها الأول بمسيرتها الاحترافية عندما فازت ببطولة بيور سيلك في منتجع كينزمايل بوليامزبورغ في ولاية فرجينيا، وتسهم بعد ثلاثة أسابيع في فوز الفريق الأوروبي على نظيره الأميركي خلال بطولة كأس سولهيم في غلين إيغلز.

لكن الفوز باللقب مرة ثانية تطلب منها وقتاً أطول؛ فبعد سلسلة من بشائر التأهل وضمان المراكز الوسطى خلال ما تبقى من موسم 2019 وعام 2020، لم يكن لـ «برونتي» أدنى فكرة عن أي من أبواب المستقبل يكمن خلفه اللقب الثاني.

لم يطل الوقت لتقطف برونتي ثمار صبرها ومثابرتها، إذ عادت إلى منصة التتويج مرة أخرى، ضمن الجولة الأوروبية لقولف السيدات، وفازت ببطولة دبي مونلايت كلاسيك في نادي الإمارات للقولف خلال شهر أكتوبر من عام 2021، وأنهت البطولة بتسجيل 15 ضربة تحت المعدل وتنال من الإيطالية ماريا فاسي وتتفوق عليها بفارق ضربة واحدة.

وقبل أن تحقق لقبها الثالث في سلسلة أرامكو للفرق التي أقيمت بلندن، والتي تفوقت فيها على مواطنتها جورجيا هول بفارق ضربة واحدة على أرض ملعب نادي سنتشوريون، كانت برونتي قد فازت بالمركز السادس خلال بطولة الولايات المتحدة المفتوحة للسيدات عام 2022، والتي أقيمت على ملعب باين نيدلز بولاية كاليفورنيا في شهر يونيو.

ففي أحداث لا تزال أصداؤها تتردد حتى يومنا هذا، كانت برونتي بحاجة إلى ضربة واحدة تحت المعدل عند الحفرة الأخيرة المؤلفة من خمس ضربات للتعادل مع جورجيا والتوجه إلى مواجهة كسر التعادل، لكن ما حققته الأولى كان أكثر من ذلك مع تسديدة يمكن وصفها بأنها من ضرب الخيال، وأنهت الجولة بإدخال الكرة في الحفرة على بُعد 55 قدماً بضربتين تحت المعدل، بينما كانت أصوات الجمهور تتعالى في الأرجاء. لقد نجحت اللاعبة في الفوز بلقب البطولة.

وعلى الرغم من أن برونتي استهلت موسم 2022 بشكل متميز مع تحقيق التعادل وتبوؤ المركز الخامس خلال سلسلة أرامكو للفرق على ملعب رويال غرينز بالمملكة العربية السعودية، متأخرةً بثلاث ضربات عن الفائزة كيارا نوخا، إلا أنها أبدت رغبة عارمة في الفوز بالمزيد من الألقاب خلال الموسم الجديد.

وذكرت في لقائها مع مجلة «جولف دايجست الشرق الأوسط»، أنها فخورة لوجودها ضمن الخمسة الأوائل بمدينة جدة. تقول برونتي لو: «لقد لعبت بشكل رائع مؤخراً، وكان بإمكاني إضافة كأس جديدة إلى خزانتي مع عدد أقل من الضربات، لكنني كنت أركز على أدائي بشكل أكبر».

وأضافت: «من الرائع العودة للمرة الثالثة واللعب على ملعب رويال غرينز ضمن منافسات سلسلة أرامكو للفرق. إلى جانب ذلك، أسعى لجمع أكبر قدر من المعلومات حول المسارات استعداداً لشهر فبراير المقبل».

كانت برونتي قد أشارت أيضاً إلى البطولة السعودية النسائية الدولية التي ستقام على ملعب رويال غرينز في شهر فبراير، حيث ستتوافد اللاعبات للمنافسة على جوائز بقيمة 5 ملايين دولار أميركي، وهي المرة الأولى في تاريخ الرياضة التي تكون فيها قيمة الجوائز بين فئتي الرجال والنساء هي نفسها.

تقول برونتي: «من الواضح أن الجميع يتحدثون عن قيمة جوائز البطولة التي تضاعفت من مليون إلى خمسة ملايين دولار أميركي».

وأضافت: «مما لا شك فيه أن هذه البطولة ستكتسب أهمية كبرى وتصبح من البطولات الكبرى، نظراً إلى أن قولف السعودية وأرامكو يضخان أموالاً طائلة في رياضة القولف المحلية ونحن ممتنون لذلك، إذ إن الأمر يعكس سعيهم باستمرار إلى توفير فرصة متكافئة للنساء. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن هناك المزيد من الأمور لفعلها، ونحن جميعاً من دون أدنى شك نسير في الطريق الصحيح. لقد شاركت في ندوتين بمدينة جدة وكان بإمكاننا رؤية الإقبال المتزايد بين السيدات وصغار السن».

يتوقع أن يرفع عدد من البطولات ضمن رابطة محترفات القولف والجولة الأوروبية للسيدات من قيمة الجوائز المقدمة خلال الموسم الحالي، وبرونتي سعيدة لكون العمل الجاد الذي تقوم به يؤتي ثماره.

تقول برونتي: «لا يسعني الانتظار للبدء؛ فمما لا شك فيه أن حقيبة الجوائز من البطولة السعودية النسائية الدولية ستزيد الأمور تشويقاً، كما أن الفتيات يعملن بجهد أكبر عندما ترتقي بمستوى اللعبة. وجميعنا نرفع من نسق التدريب وصقل المهارات خلال فترة الاستراحة بهدف الاستعداد للبطولة الأولى في الموسم. وأنا على يقين أننا سنشهد منافسات قوية خلال ذلك الأسبوع.

علاوة على ذلك، أنا واثقة من أنني سأستعيد حضوري سريعاً خلال العام الحالي، خاصة أنه عام كأس سولهيم. كما سأحرص على مساعدة فريق سوزان بيترسن في تحقيق أكبر عدد من النقاط.

وأضافت برونتي: «ثمة استعدادات أولية قبل انطلاق أي موسم جديد، وأتمنى أن أبدأ بها مُبكراً هذه المرة».

وعند الأخذ بالاعتبار الفجوة الزمنية بين الألقاب التي حققتها برونتي (2019 و2021)، فإن برونتي تدرك جيداً، وأكثر من أي شخص آخر، معنى الشعور بالوحدة والضغوط التي تضعها رياضة القولف على عاتق اللاعبين، تقول برونتي في معرض تعليقها بعد تحقيق اللقب بإمارة دبي: «كانت العودة إلى منصة التتويج أصعب شيء على الإطلاق.

في بعض الأوقات كنت أشكك بقدراتي؛ فالشعور مؤلم عندما تسير الأمور عكس توقعاتك وكأن العالم بأسره يقف ضدك. ولا أعتقد أن يتفهم الآخرون مدى صعوبة أن تكون رياضياً تحت وطأة المسؤولية والكثير من الضغوط، إذ في بعض الأحيان قد يصل بك الشعور إلى عدم اليقين إزاء نفسك، وأنه يمكنك الخروج من هذا الوضع. ومع ذلك؛ فقد تشبثت برأيي وحظيت بدعم الكثير من الأشخاص الذين ثابروا في رفع معنوياتي، ولم يتوقفوا عن تشجيعي. أشعر بالامتنان لهم جميعاً».

تتميز برونتي بشخصيتها المتواضعة، وهي خجولة في معظم الأوقات، لكن عندما يتم ذكر تسديدتها على أرضية ملعب نادي سنتشوريون، فإن هذا الأمر يرسم ابتسامة صغيرة على مُحيّاها.

عن هذه التسديدة، تقول برونتي بينما تحاول إخفاء تلك البسمة المألوفة: «تلك التسديدة ضمن سلسلة أرامكو للفرق في لندن.. كثيراً ما يسألونني عنها، وأنا سعيدة بالحديث عن واقعة لا يمكن نسيانها».

نأمل أن يسطّر الموسم الحالي المزيد من النجاحات والذكريات الرائعة لبرونتي.