من اليسار: أليكساندرا أرماس (الرئيس التنفيذي للجولة الأوروبية للسيدات)، نوح علي رضا (الرئيس التنفيذي لقولف السعودية)، لينا الحكيم، دانية عقيل، أبرار بخاري وهيا صوان. الجولة الأوروبية للسيدات

على هامش فعاليات النسخة الرابعة من البطولة السعودية النسائية الدولية، أربع سيدات ملهمات من المجتمع الرياضي في المملكة يشاركن في جلسة حوارية بعنوان «قيادة التغيير في الرياضة النسائية»، تم خلالها تسليط الضوء على القفزة النوعية التي شهدتها رياضة القولف في المملكة العربية السعودية.

أعلن القائمون على البطولة السعودية النسائية الدولية، إحدى بطولات الجولة الأوروبية للسيدات والمقدمة من صندوق الاستثمارات العامة، عن زيادة مجموع الجوائز المالية إلى 5 ملايين دولار أميركي لتكون مماثلة لجوائز البطولة السعودية الدولية للرجال التي انطلقت منافساتها يوم الخميس الموافق 2 فبراير من العام الحالي، حيث تستمر أرامكو السعودية في دعم رياضة القولف النسائية، وتعزيز مكانة هذه البطولات حول العالم، إلى جانب المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في مختلف المجالات.

في هذا السياق، أقامت اللجنة المنظمة للبطولة السعودية النسائية الدولية جلسة حوارية بعنوان: «قيادة التغيير في الرياضة النسائية»، شارك فيها الرئيس التنفيذي لقولف السعودية والرئيس التنفيذي للجولة الأوروبية للسيدات، فضلاً عن مجموعة بارزة من سيدات المجتمع الرياضي ورواد الأعمال في المملكة العربية السعودية، وهن أبرار بخاري ولينا الحكيم نجمتا المنتخب السعودي للتايكوندو والجوجيتسو، وهيا صوان عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لركوب الأمواج، ودانية عقيل بطلة العالم في سباقات السيارات.

أبرار بخاري، هيا صوان، دانية عقيل ولينا الحكيم. الجولة الأوروبية للسيدات

يشار إلى أن أبرار بخاري وهيا صوان قد عمدتا إلى تدشين مراكز تدريب مخصصة للسيدات في رياضتيهما اللتين تمارسانها، بهدف سد الفجوة التي يشهدها المشهد الرياضي بين الجنسين في المملكة.

فمع إدراكها لعدم توافر مراكز تايكوندو مناسبة للسيدات في العاصمة السعودية الرياض، قامت أبرار بخاري الحاصلة على الحزام الأسود (5 دان) في رياضة التايكوندو، والعديد من الميداليات المحلية والدولية، بتدشين مركز Above and Beyond السعودي للفنون القتالية، مخصص لتعليم رياضة التايكوندو للأطفال والنساء، وهو الأول من نوعه في المملكة.

عن المركز، تقول أبرار: «أردت بدء عمل من شأنه أن يلهم الأجيال القادمة، وهو ما حصل بالفعل؛ فقد جاء هذا المركز ليفوق التوقعات (حرفياً) ويكسر الحواجز، ويساعد النساء في مواجهة التحديات، سواء كانت على الصعيد الشخصي أو الرياضي».

وأضافت: «لا شك في أنني، وسيدات من المجتمع الرياضي، قد واجهنا التحديات ذاتها في البدايات، خاصة الرواد في رياضات محددة، وأن خوضها وتجاوزها هو الحل الوحيد لإيجاد طريقك والمضي في سبيلك لتحقيق تطلعاتك والنجاح. علينا العمل بجد لتخطي إمكاناتنا وتحقيق أعلى المراتب».

من جهتها، تعد هيا صوان، الأم لطفلين، مدربةَ لياقة بدنية معتمدةً، ومؤسِّسة نادي SheFit الرياضي بمدينة الرياض، وهو يُعد نادياً صحياً متكاملاً للسيدات. عندما بدأت مسيرتها في مجال اللياقة البدنية عام 2013، كان من الصعب العثور على صالة رياضية مرخصة للنساء، غير أن هذا الأمر لم يشكّل حجر عثرة أمام طموحاتها وسعيها للنجاح؛ فبدأت بتبني تدريبات اللياقة البدنية في باحة منزلها الخلفية للسيدات الحوامل وما بعد الولادة من مختلف الأعمار.

وبمجرد ظهور فرصة لإحداث أثر أكبر ومشاركة قيم اللياقة البدنية على نطاق أوسع، انتهزت صوان الفرصة، وبادرت إلى تدشين مركز SheFit للياقة البدنية وتشغيله.

في هذا الشأن تقول هيا: «عندما أصبح ترخيص مدربات اللياقة البدنية متاحاً، قررت تأسيس مركز لجميع النساء من الفئات العمرية كافة، وجميع مستويات اللياقة البدنية؛ فالأمر لا يتعلق بالحركة فقط، وإنما يتعداه إلى نشر الوعي وبلوغ الهدف الذي لا يقتصر على خسارة الوزن أو الحصول على إطلالة معينة وحسب، بل يتعلق بنمط حياة صحية وطول العمر. عندما تعتني بنفسك جيداً وتصبح أقوى، فإنك تقدم رسالة لأفراد عائلتك وأصدقائك والأشخاص الذين تحبهم أيضاً».

أما دانية عقيل؛ فهي تشتهر بكونها رياضية شغوفة برياضة سباق السيارات وسباق الدراجات النارية، حيث تعد أول رياضية سعودية تحصل على رخصة لخوض سباق حلبة الدراجات النارية. وبعد إصابتها في حادث تعرضت له خلال أحد السباقات، انتقلت دانية إلى عالم سباقات الرالي، حيث أصبحت أول سعودية تشارك في سباقات الرالي الدولية.

وعن نصيحتها للنساء اللواتي يطمحن إلى دخول عالم رياضة السيارات والدراجات النارية، تقول دانية البالغة من العمر 34 عاماً: «الدافع وراء طموحك هو أكثر شيء مهم، وعليه أن يكون متماشياً مع أهدافك».

وأضافت دانية: «لا عيب في أن تكوني مبتدئة، لكن عليكِ التحلي بالثقة، ومع مرور الوقت والمثابرة من شأنك اعتلاء مراتب الصدارة. الأمر قد يستغرق وقتاً.

ولا بد من سبب وجيه لوجودك على الحلبة، ليس من أجل المتعة فقط. أما الأمر الآخر الذي يتوجب أخذه بالاعتبار فيكمن في تخطي جميع التحديات والمشاعر السلبية والصبر جنباً إلى جنب المثابرة».

من ناحيتها، تعد لينا الحكيم لاعبة المنتخب السعودي للجوجيتسو، من النجوم الصاعدة، حيث حصلت على عدد من الميداليات في مجموعة من البطولات المرموقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، مثل بطولة الاتحاد الآسيوي للجوجيتسو الدولية وبطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو وبطولة الاتحاد الدولي للجوجيتسو العالمية.

وعند سؤالها عن كلمة يتم توجيهها إلى ناشئات في الرياضة لتشجيعهن، خاصة الفتيات دون سن السابعة عشرة اللواتي بدأن للتو خطواتهن الأولى في مسيراتهن الرياضية، أكدت أنها تقول لهن باستمرار بأن يثقن بأنفسهن لأنهن لا يعلمن كيف سينتهي بهن المطاف. وأضافت لينا: «بالنسبة لي، بدأت مسيرتي الرياضية بشكل عشوائي، حيث قمت بتجربة إحدى الدورات التدريبية، والآن أشارك في منافسات على أعلى المستويات مع الفريق الوطني السعودي واتحاد الجوجيتسو. كما أنني أحد أعضاء لجنة الفريق الأولمبي. لذلك أقول على الدوام، إنه لا يمكنكِ معرفة ما ستؤول إليه الأمور. عليكِ الثقة بنفسك».

أليكساندرا أرماس، الرئيس التنفيذي للجولة الأوروبية للسيدات، ونوح علي رضا الرئيس التنفيذي لقولف السعودية. الجولة الأوروبية للسيدات

بالعودة إلى الجلسة الحوارية، فقد تطرق كل من أليكساندرا أرماس، الرئيس التنفيذي للجولة الأوروبية للسيدات، ونوح علي رضا الرئيس التنفيذي لقولف السعودية، إلى تطورات وطموح وتحديات رياضة قولف السيدات.

وكانت «قولف السعودية» أحد أكبر الداعمين لقولف السيدات عالمياً؛ فإلى جانب البطولة السعودية النسائية الدولية المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة، والمزمع انطلاقها هذا الأسبوع، ثمة خمس بطولات قولف أخرى تدعمها «قولف السعودية» ضمن الجولة الأوروبية للسيدات، وهي تأتي تحت مظلة سلسلة بطولات أرامكو للفرق ستحتضنها كل من سنغافورة ولندن ونيويورك وهونغ كونغ والرياض خلال عام 2023، مع مجموع جوائز بقيمة مليون دولار أميركي لكل بطولة.

وأوضح نوح علي رضا أن أحد أبرز أسباب هذا الدعم والاستثمار في قولف السيدات محلياً ودولياً، يكمن في الحاجة إلى المزيد من السيدات الملهمات اللواتي بإمكانهن الإسهام في «تسريع دوران حلقة صنع الأبطال».

يقول نوح رضا: «لقد نجحنا في استقطاب نجوم عالميين إلى هذه البطولة ونشر الوعي بالرياضة، كما أن مبادرة «نادي السيدات الأول» تلعب دوراً كبيراً في مساعينا وأهدافنا».

وكانت مبادرة «نادي السيدات أولاً» من «قولف السعودية» قد شهدت إقبالاً كبيراً وبموجبها تم منح ألف امرأة في المملكة العربية السعودية عضوية نادي قولف ومهدت الطريق أمام العديد من النساء لممارسة هذه الرياضة.

وأضاف نوح رضا: «خلال الأيام الأربعة الأولى من إطلاق المبادرة، شهدنا تسجيل 500 لاعبة، حيث يعد البرنامج تذكرة مجانية للالتحاق بالأكاديميات وممارسة الرياضة على ملاعب القولف. واليوم، سفيرات برنامج نادي السيدات الأول هنّ مثلنا الأعلى وصوتنا لبقية سيدات السعودية.

بشكل موجز، يكمن الهدف الرئيس من هذا البرنامج في تأهيل وتسهيل الطريق أمام لاعبات القولف المحترفات. وعند النظر إلى الصورة الشمولية، وأثناء حديثي مع السيدة أليكساندرا حول التسلسل الهرمي لرياضة القولف، وجدنا أن الأمر يبدأ مع نشر الوعي لاستقطاب المبتدئين الذين مع مرور الوقت يصبحون هواة قبل تعزيز مهاراتهم ليشكلوا نخبة في نهاية المطاف. وعند الوصول إلى هذه النقطة، تكون قد طورت مثلاً يحتذى. واليوم، ثمة ملهمات يتحدثن من خلال هذه المنصة حول مسيرتهن الرياضية الاحترافية، لننطلق في دائرة تنمية ملهمات المستقبل من جديد».

ومن أهم الإنجازات التي نستذكرها في مشهد الرياضة بالمملكة العربية السعودية يقول نوح: «عندما فاز المنتخب الوطني لكرة القدم على منتخب الأرجنتين في كأس العالم، ارتدى الأطفال قمصاناً تحمل شعار المنتخب الوطني، فخراً بإنجاز المنتخب حينها، ولا شك أن تلك اللحظات تخلق أبطال المستقبل».

أما بالنسبة لأرماس، الرئيس التنفيذي للجولة الأوروبية للسيدات، فيتمثل الهدف الرئيس لها وللجولة خلال السنوات الخمس المقبلة، في تحقيق المساواة في الجوائز الرياضية بين السيدات والرجال.

تقول أرماس: «قد تكون الرحلة طويلة، لكن التعاون الذي بدأ مع قولف السعودية منذ 3 أعوام يعد خطوة كبيرة لدعم الرياضة النسائية حول العالم في ذلك الجانب، وتُسهم بشكل مباشر في إغلاق تلك الفجوة. بإيجاز، يمكن القول إنه على الرغم من كون رياضة القولف متاحة للجميع، غير أنها تعد في الوقت نفسه مهنة للاعبات المشاركات في البطولة، وهو أمر غاية في الأهمية، ويعكس مدى الفرص المتاحة للأجيال الحالية والقادمة».

وأضافت: «ربما على الصعيد الشخصي، ومنذ بداية هذا التعاون، شهدنا مشاركة سعوديات في البطولة يسعين للظفر بالنصر؛ فهي البطولة الوطنية الافتتاحية ومحط أنظار الجميع، والفوز فيها سيضع اللاعب تحت بقعة الضوء، وهكذا دواليك مع كرة القدم وغيرها من الرياضات العالمية».