قبل ثلاث سنوات أنهت سوزان بيترسن مسيرتها الاحترافية على أفضل وجه، وذلك بعدما نجحت في تمكين الفريق الأوروبي من الفوز بكأس سولهيم عام 2019 على أرض ملعب غلين إيغلز في اسكتلندا. 

أعلنت اللاعبة النرويجية سوزان بيترسن عن تقاعدها على العشب الأخضر، حيث كانت تحتفل مع زملائها في الفريق، وذلك للتركيز على عائلتها التي كبرت (هي وزوجها كريستيان رينغفولد وطفلان صغيران)، أو هذا ما كنا نعتقد..

ورغم ذلك، إلا أنها حافظت على حضورها ضمن منافسات كأس سولهيم، لتساعد كاتريونا ماثيو، نائب قائد الفريق في الدفاع عن لقب البطولة لعام 2021 في نادي إنفيرنيس بولاية أوهايو.

وبينما كانت عائلتها على قائمة أولوياتها، شهد شهر نوفمبر الماضي على إعلان تولي سوزان بيترسن، الفائزة بلقبي بطولات كبرى، قيادة الفريق الأوروبي للتنافس على كأس سولهيم 2023، وذلك على مضمار فينكا كورتيسن بإسبانيا، خلفاً لكاتريونا ماثيو.

وهكذا، أزالت سوزان الغبار عن مضاربها وعادت إلى منافسات القولف عبر مشاركتها في ختام الجولة الأوروبية للسيدات ضمن سلسلة بطولات أرامكو للفرق في جدة. لكن اللاعبة النرويجية الفائزة بما يصل إلى 20 لقباً في مسيرتها الاحترافية منذ عام 2000، أصرت على أن عودتها هذه غير مؤكدة.

وقد أوضحت سوزان لمجلة «جولف دايجست الشرق الأوسط»، أن قرارها باللعب جاء بوصفه جزءاً من دورها قائداً للفريق وللتعرف إلى اللاعبات بشكل أفضل، ما يُعَد مهماً بالنسبة لها، على الرغم من عودتها المخيبة للآمال على المستوى الشخصي (عَمِدت سوزان إلى تسديد سبع كرات فوق المعدل، غير أنها لم تتأهل للمشاركة في الجولات المتقدمة على نادي وملعب رويال غرينز).

وأضافت: «في بداية الأمر، شكّلت العودة إلى أجواء القولف بعد انقطاع لمدة طويلة شعوراً رائعاً، إذ إن الدخول إلى غرفة تبديل الملابس ومعايشة أجواء ردهة اللاعبات لا يوازيه شعور آخر. كما أردت أن أكون موجودة على أرض الميدان والتعرف إلى اللاعبات المؤهلات للانضمام إلى الفريق الأوروبي في إسبانيا بحلول شهر سبتمبر المقبل. ثمة لاعبات أعرفهن جيداً، والبعض الآخر لم أقابلهن من قبل، لذلك أردت رؤيتهن والتعرف إلى أدائهن ومنحهن فرصة عادلة للمشاركة في الفريق.

في البداية، تمكنت من قضاء يومين مع اللاعبات اللواتي لا أعرفهن، مثل دانييلا هولمكفيست وباز مارفا سانز، حتى أتمكن من تكوين قائمة بأسماء المرشحات المحتملات، إذ من الممتع رؤية أسلوب لعب بعض اللاعبات مع بعضهن وتصوّر الأزواج اللواتي يشكلن إضافة على أسلوبهن في اللعب.

لقد كانت رحلة تستحق الخوض؛ فقد أعجبني ما قدمته سلسلة أرامكو للفرق لقولف السيدات، وأرغب حقاً في دعم هذا الأمر».

تجدر الإشارة إلى أنه بفضل الجهود الحثيثة لـ «أرامكو» و«قولف السعودية»، فقد شهدت رياضة «فرق القولف» انتعاشاً من جديد، وسوزان بيترسن على ثقة تامة بأنها ستساعد فريقها كثيراً، أو على أقل تقدير اللاعبات اللواتي سيتأهلن للمشاركة في المنافسة بإسبانيا.

تقول سوزان: «استمعت إلى بعض التجارب التي خاضها اللاعبون في قولف الفرق وأصابني الفضول لمعرفة المزيد حولها وتجربتها. وعلي القول إنها كانت تجربة ممتعة، ولم أكن أعرف ما أتوقعه، ولم أكن متأكدة أيضاً من تقديم أفضل ما لدي، لكن هذا النوع من المنافسات يتسم بمستقبل واعد. ومن الرائع معرفة أن هذه البطولات تزاحم جدول البطولات الفردية، إذ إنها ترفع من مستوى المتعة بالرياضة وتسمح للاعبين أيضاً بتوطيد روح الفريق، وهو أمر غاية في الأهمية عندما يتعلق بكأس سولهيم».

بالعودة إلى السؤال الصعب بالنسبة لسوزان؛ فهل المشاركة في البطولات التنافسية أوقدت الرغبة لديها للعودة إلى مشهد القولف؟

تقول سوزان وهي تضحك: «على الصعيد الشخصي، لم أسدد ضربات أسوأ مما فعلت هنا. ولو كنت هنا قبل التقاعد كنت سأحقق نتيجة أفضل، لكنني كما تعلمون لم أكن ألعب كثيراً في السنوات الماضية».

وأضافت: «أعترف أنني شعرت بالرضا بينما كان الأدرينالين يتدفق في عروقي عند ضربة البداية والعودة إلى مسار اللعب من جديد. من الرائع أن أعود لكنني لست متأكدة من أنني أحن للعب إلى هذا الحد؛ فقد انتقلت في حياتي إلى فصل جديد. لكنني مما لا شك فيه سأكون على مقربة من مشهد القولف، وهذا بالنسبة لي كافٍ؛ فالوقت قد حان الآن لتألق الفتيات الأصغر سناً».

من جهتها، تعترف ميشيل وي ويست التي تُعَد أيضاً ممن يفتقدهن مشهد قولف السيدات بأنها تواجه مشكلة، حيث أقرت مؤخراً بصعوبة التأقلم مع حياتها الجديدة بعد أن تقاعدت وقررت عدم الدخول في المنافسات، على عكس سوزان بيترسن التي تمضي في حياتها الجديدة بخطى واثقة.

تقول سوزان: «أشعر بمعاناتها، لكن لا يمكنني القول إنني كنت أعيش ما تعانيه ميشيل، لكن الاعتياد على هذا النمط الجديد في حياتي جاء بالتدريج؛ فعندما تقاعدت كان لدي طفل واحد، وسرعان ما رُزِقت أنا وزوجي بطفل آخر. لذلك لم يكن لدي الوقت الكثير للنظر إلى الماضي والشعور بالحنين. أعرف الشعور الذي تشير إليه ميشيل، خاصة عند الانتقال بشعورك الذي يفيد بحصولك على كل شيء إلى لا شيء في اللعبة، وحقيقة أن متابعي القولف لن يتوقعوا وجودك مجدداً. الأمر يتطلب بعض الوقت للاعتياد على فكرة التحول من رياضي محترف إلى شخص يولي عائلته كل الاهتمام. شتّان بين هذا وذاك؛ فكلاهما مختلف».

كانت سوزان قد ذكرت أنها قد تشارك في برامج لتحليل والتعليق على بطولات القولف، بوصفها إحدى الاختصاصات المستقبلية التي يمكن لها أن تتبناها؛ فقد قامت بعمل جيد عندما شاركت في تحليل مجريات البطولة التي أقيمت في جدة. في هذا الشأن تقول بيترسن: «من المؤكد أنني سأشارك في بعض برامج التحليل والتعليق في المستقبل، خاصة مع حضوري بطولات الجولة الأوروبية للسيدات».