النخبة من اللاعبين اليوم يوظفون خبراء واختصاصيي تغذية ولياقة بدنية وعلاج طبيعي ولكل ما يتعلق بتنظيم حياتهم تقريباً..

بقلم: دان رابابورت

هل تصدق أن اللاعب كولين موريكاوا وظّف اختصاصياً للاهتمام بقدميه وتدريبهما؟ نعم؛ فقد أقدم اللاعب الأميركي الذي يبلغ من العمر 25 عاماً والفائز ببطولتي ميجور، على الاستعانة بمدربين لتطوير لياقته البدنية، أحدهما يُدعى ريان تشاب الذي ينطوي عمله على الاهتمام بقدمي موريكاوا لتقويتهما. يقول ريان: «إذا تحدثنا عن طريقة سير أي شخص، فينبغي عليه مراعاة حركة الركبتين والساقين والفخذين معاً، وفي حال غفل الإنسان عن هذا الأمر، فستؤثر سلباً على حركته. ولا أقول هنا إن القدمين تمثلان مشكلة، لكن إذا تم إهمالهما، فإن القدرة على تغيير طريقة وقوف اللاعب أمام الكرة قبل التسديد لن تكون بالسهولة والراحة المطلوبتين».

مرحباً بك في عالم النخبة من لاعبي الجولف الذي يقوم على العمل الجماعي أكثر من أي وقت مضى، إذ لطالما ارتبطت رياضة الجولف بأداء وقدرة ومهارة اللاعب الواحد، الأمر الذي يُعَد صحيحاً، لأن من يقوم بتسديد الكرة هو شخص واحد، لكن وراء كل اسم كبير في عالم رياضة الجولف يوجد فريق هائل من المتعاونين الذين يعملون جميعاً لتحقيق هدف واحد. لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع، يمكنك التجول في منشأة التمرين قبل جولة رابطة محترفي الجولف يوم الثلاثاء، حيث يتسنى لك رؤية المساعدين وحاملي الحقائب والمدربين والخبراء في إدخال الكرة بالحفرة واختصاصيي الإعداد الذهني قبل اللعب واختصاصيي المعدات ومحللي البيانات، وفي بعض الأحيان خبيراً للاهتمام بالقدمين.

مما لا شك فيه أن المساعدين وحاملي الحقائب موجودون في مشهد محترفي الجولف منذ الأزل، إضافةً إلى خبراء التسديد وأرجحة المضارب الذين عملوا على مر العصور على تطوير وتعزيز مهارات أشهر اللاعبين في تاريخ رياضة الجولف، غير أن اللاعبين اليوم يبحثون عن نصائح وتوجيهات خبراء من مختلف المجالات، مثل الدكتور ساشو ماكنزي الذي يشغل منصب بروفيسور في قسم علوم حركة الإنسان بجامعة سانت فرانسيس زافييه بكندا والحاصل على شهادة الدكتوراه في الميكانيكا الحيوية والسلوك الحركي بعلوم الرياضة، ويصف ساشو نفسه بـ «مطور طريقة التسجيل في الجولف»، حيث ينظر إلى اللعبة من منظور تحليلي. وتشمل معظم أعمال ساشو تثقيف مدربي التسديد وأرجحة المضارب بالعلوم التي تقوم عليها عملية أرجحة مضرب الجولف. إضافة إلى ذلك يعمل ساشو بشكل مباشر مع عدد من اللاعبين، أحدهم حامل لقب بطولة الولايات المتحدة المفتوحة، ماثيو فيتزباتريك. وبالتعاون مع مايك ووكر خبير التسديد وأرجحة المضارب لماثيو، وعبر الاستعانة بالبيانات وأنظمة المحاكاة الافتراضية لحركة الجسم؛ فقد ساعد ساشو اللاعب فيتزباتريك على تطوير قدرته واكتساب خمسة أميال في الساعة من سرعة المضرب خلال عامين. يقول الدكتور ساشو: «حرفياً سرعة رأس المضرب تقوم على معادلة! فثمة تقنيات معينة من شأنها زيادة سرعة رأس المضرب، ويمكنني تطبيقها وقياسها».

لقد نجح ساشو ماكنزي في تحديد مجموعة من العوامل التي تساعد ماثيو فيتزباتريك في تعزيز مهاراته بتسديد الكرة بشكل أسرع من دون تغيير طريقته في التسديد المفضلة لديه. أحد هذه العوامل يكمن في زيادة الضغط على المقبض، فقد كان ساشو يحث ماثيو على التدرب وتسديد كرات مرتفعة إلى اليمين مع مستوى انحراف إلى اليسار، حيث كان ساشو على يقين أن هذا النوع من الضربات سيساعد ماثيو في تحقيق المزيد من «القوة» على المقبض في وقت مُبْكر قبل أرجحة المضرب. وعندما شعر ماثيو بالراحة عند تسديد الكرة، طلب منه ساشو تسديد الكرة بشكل أقوى إلى اليسار مع مستوى انحراف إلى اليمين (fade)، وهي الضربة التي يفضلها اللاعب. بعد ذلك، قام الدكتور بتحليل البيانات والمعلومات الناتجة عن نظام «ذا ستاك» الذي يستخدمه مايك ووكر في تطوير وتحليل سرعة تسديدة ماثيو، والنتيجة التي وصل إليها كانت 10 ياردات إضافية في المسافة المقطوعة من ضربة البداية.

في هذا الصدد يقول ماثيو فيتزباتريك: «علي أن أكون صريحاً، لقد نجح الأمر».

من بين الأطباء الآخرين، طبيب عضو في فِرق متعددة من اللاعبين، وهو بريت مكابي، طبيب نفسي يعمل مع جون رام وسام بيرنز وبيلي هورشيل وديفيس رايلي وغيرهم الكثير. في بعض الأحيان يمكن رؤية الدكتور بريت مكابي بصحبة اللاعبين خلال جولات الإحماء والتدريب، لكنه يفضل القيام بعمله بعيداً عن ملاعب الجولف، مثل المقاهي أو المنازل.

يقول الدكتور بريت: «تكمن وظيفتي في جعل اللاعبين يثقون بنفسهم أكثر والتعامل مع أية عقبات؛ فالثقة بالنفس هي معرفتك أنك قادر على مواجهة جميع التحديات. فهل تستعد بالطريقة نفسها التي تحتاج إليها، أو أنك تسعى دائماً إلى حل المشكلات لوحدك؟ وأخيراً، هل أنت مستعد لخوض غمار المجهول خلال منافساتك وتحمل الضغط عندما تسوء الأمور؟ إن استطعت حملهم على الثقة والإيمان بأنفسهم لفعل ذلك، فنحن نكون قد نجحنا بنسبة 99% للوصول إلى هدفنا».

جزء من الثقة بالنفس يتعلق بالمضرب؛ فمختلف لاعبي رياضة الجولف سواء كانوا محترفين أو مبتدئين، يدخلون في حوار مع ممثلي ومزودي معدات الجولف طوال الموسم. وهؤلاء المندوبون مسؤولون عن ضمان تماشي كل قطعة في حقيبة اللاعب مع متطلباته في أي أسبوع معين.

يشار إلى أن كينتون أوتيس، ممثل علامة بنغ للجولف، يحضر ما يراوح بين 35 إلى 38 بطولة في العام الواحد، يقول كينتون: «نتحدث إلى اللاعبين يومي الأحد أو الاثنين، أو خلال وجودهم على أرضية ملعب البطولة، لنتأكد من كامل احتياجاتهم، سواء كانت مقابض أو مضارب أو غيرها. ومن الأسئلة التي نقوم بطرحها، هل تحتاج إلى مضرب «ويدج» جديد؟ كيف هي معداتك؟ هل مضرب «درايفر» الخاص بك جيد؟ وهكذا يمكن تشبيهنا بفريق صيانة السيارات السريع خلال سباقات ناسكار الذي يتم التأكد فيه من جميع معدات السائقين وأنهم على أُهْبَة الانطلاق».

بعد الانتهاء من التجهيزات البدنية والذهنية والتأكد من صلاحية معداتهم، يتحول انتباه اللاعبين إلى استراتيجية اللعب. في الماضي، كان اللاعبون يلجأون إلى حدسهم، أما في الوقت الراهن فإنهم يعمدون إلى الاستعانة بخبراء تحليل البيانات لتطوير مجموعة من الإرشادات خاصة بكل لاعب، وتقوم معايير هذه الإرشادات على نقاط قوة وضعف كل لاعب ومسار اللعب. كما أن هؤلاء الخبراء يقومون بوضع خطط تدريب مفصلة للاعبين، مع التركيز في الوقت ذاته على تطوير جزاء معينة من طريقة لعبهم.

وهانتر ستيوارت ليس بخبير بيانات اعتيادي؛ فقد لعب في بطولات الكليات للجولف خلال دراسته في جامعة فاندربيلت. كما كان عضواً في فريق كأس ووكر عام 2015. وبعد فترة احتراف وجيزة تعمق هانتر في عالم البيانات ونجح في إقناع لاعبين محترفين، هما مافريك ماكنيلي وروبرت شيلتون، بخدماته. واليوم يعمل هانتر مع سبعة لاعبين ضمن جولة رابطة محترفي الجولف.

يقول خبير البيانات هانتر: «لكل لاعب نقاط قوة مختلفة. بعض اللاعبين قادرون على إرسال الكرة إلى حفرة معينة، في حين يعجز البعض الآخر عن تحقيقها».

وأضاف: «لن تشاهد اللاعبين الذين أمضي معهم الوقت في تدريبهم يلعبون في الموقع ذاته، لكونها الطريقة الأمثل لمشاهدة الاختلاف في استراتيجية اللعب بين لاعب وآخر، حيث يمكن أن يكون أحد اللاعبين سيئاً في استخدام المضرب الحديدي، والآخر يُعَد أحد أفضل مستخدمي المضرب نفسه، في حين يوجد لاعب آخر ليس لديه مقدرة عالية على استخدام مضرب «درايفر»، وهكذا».

يحتاج كل لاعب إلى فريق من الخبراء – وهو ما يطلق عليه الدكتور بريت مكابي اسم رأس حربة – وبعض الشيكات الموقّعة كفيلة بذلك؛ فليس من غير المألوف أن ينفق أحد لاعبي النخبة ما يصل إلى مليون دولار أميركي أو أكثر سنوياً لفريقه من الخبراء (معظم أعضاء الفريق يتقاضون مبلغاً محدداً، إلى جانب نسبة مئوية معينة من أرباح اللاعب في الموسم). في هذا الشأن، سئل كولين موريكاوا عن رأيه حول توزيع أرباح إحدى البطولات على الفريق، وكانت إجابته تعكس عقلية لاعبي الوقت الراهن، وأن احتراف الجولف يتطلب استثماراً كبيراً.

يقول كولين: «غالبية اللاعبين ينظرون إلى الموضوع على أنه عمل تجاري محض للاسم والعلامة التي نحاول الارتقاء بها. فإذا احتجت إلى حجز تذكرة سفر لشخص ما، أو مساعدتي في مكاسب إضافية، فهذا استثمار لي كي أتحسن وأرتقي بأدائي وزيادة فرصي بالفوز. وتحرير هذه الشيكات ليس أمراً صعباً، إذ إنني أحاول أن أطور من نفسي. وهؤلاء الأشخاص يحاولون الأمر ذاته».