حقوق الصور محفوظة – تريستان جونز/الجولة الأوروبية للسيدات
«إنهم بالفعل في طليعة المبدعين، وقد أسهموا بشكل كبير في تطوير وتنمية اللعبة».
يُختتم عام آخر ناجح لسلسلة بطولات أرامكو للفرق ضمن الجولة الأوروبية للسيدات مع اقتراب موسم 2024 من نهايته، حيث تألقت تشارلي هال، سفيرة جولف السعودية، لتفوز بأول لقب لها منذ عام 2022 في ربوع الرياض، وقد سجلت الإنجليزية هال نتيجة نهائية بلغت 18 ضربة تحت المعدل، بعد أسبوع خالٍ من الأخطاء تقريباً، ما أدى إلى فوز لم يُلهم هال وحدها فقط، بل ترك أيضاً أثراً كبيراً لدى الجميع في المملكة العربية السعودية.
تقول هال في تعليقها على هذا الإنجاز: «الجهود التي تبذلها جولف السعودية لتوفير المزيد من الفرص للنساء والفتيات للمشاركة في اللعبة من خلال هذه الفعاليات وغيرها، أمرٌ ملهم».
وأضافت: «شهدت رياضة الجولف هنا تطوراً كبيراً، وأشعر بالفخر لكوني جزءاً من الإرث الذي يبنيه المجتمع. في العام الماضي، لاحظنا انتقال البطولات إلى وجهتها الجديدة في الرياض، الأمر الذي يعكس بوضوح نمو شغف المملكة المتزايد بهذه الرياضة، ويتجلى ذلك أيضاً في الزيادة الكبيرة في أعداد الجماهير التي تحضر من مختلف أنحاء المملكة لمشاهدتنا».
في لقائهما مع «جولف دايجست الشرق الأوسط»، تحدثت سفيرتا «جولف السعودية»، اللاعبة الأميركية أليسون لي واللاعبة الفرنسية بولين روسين – بوشارد، عن أهمية البطولات التي تنظمها الجهة بالنسبة لهما على الصعيدين الشخصي والمهني. كما أكدت كلتاهما أن الانتصارات الكبيرة، مثل الانتصار الأخير لتشارلي هال، تشكّل مصدر إلهامٍ كبيراً.
تقول أليسون لي، المصنفة الأولى عالمياً سابقاً في جولف الهواة: «من الرائع أن نرى تعاون جولف السعودية مع الجولة الأوروبية للسيدات لتنظيم سلسلة بطولات أرامكو للفرق، إذ نادراً ما تستثمر شركات أخرى بهذا الحجم في جولف السيدات. إنه بالفعل لأمر مميز، وأنا فخورة بكوني جزءاً من هذه الفعاليات».
وأضافت: «أشعر أن العديد من الشركات الكبرى كانت تقدم الدعم المالي لرياضة محترفات الجولف دون أي تغييرات ملموسة. ولكن جولف السعودية وسلسلة بطولات أرامكو للفرق يُعدان من الرواد في تطوير وتنمية اللعبة وقدّما لنا، نحن اللاعبات، ما كنا نستحق بالفعل».
من جهتها، تتفق بولين روسين – بوشارد، بطلة سلسلة بطولات أرامكو للفرق – سنغافورة 2023، مع ما ذكرته أليسون لي، وتقول: «في الواقع، إن الجهود المبذولة كبيرة للغاية. من الناحية المالية، يُحدث هذا الدعم الضخم فارقاً ملموساً، إذ يتيح لنا، بوصفنا سفيرات لجولف السعودية، التركيز بشكل كامل على اللعبة دون أي ضغوط مادية».
وأضافت: «ما تقوم به جولف السعودية في تعزيز مكانة اللعبة بالمملكة العربية السعودية يرتقي بها إلى آفاق جديدة تماماً».
وأضافت في ختام حديثها: «أعتقد أن جهودهم مذهلة للغاية، إذ يقدمون الدعم الكامل والفرص المواتية للعديد من السيدات لتنمية وازدهار اللعبة. أشعر أنني محظوظة جداً بكوني عنصراً في فريق السفيرات، وأفتخر بوضع شعار جولف السعودية على قميصي والمشاركة في هذه البطولات المهمة».
لقد حققت كل من أليسون لي وبولين روسين – بوشارد النجاح في مشهد سلسلة بطولات أرامكو للفرق، حيث فازت الأولى بلقبين صمن السلسلة، الأول في سوتوغراندي عام 2021 وعام 2023 في الرياض، بينما فازت بولين بأول لقب لها في السلسلة في سنغافورة خلال العام الماضي، عندما تفوقت على الفائزة ببطولة كبرى دانييل كانغ بفارق أربع ضربات لتنجح في تحقيق أبرز لقب في مسيرتها حتى الآن.
تقول روسين – بوشارد، البالغة من العمر 24 عاماً: «شكّل فوزي بسلسلة بطولات أرامكو للفرق في سنغافورة لحظة مميزة للغاية، وكان صديق لي يحمل حقيبة مضاربي في ذلك الوقت، ما أضفى على الفوز طابعاً شخصياً وفريداً».
وأضافت: «أحب سنغافورة، فكل شيء فيها رائع، بدءاً من المناظر الطبيعية والناس إلى المأكولات وأطباقها التقليدية، فضلاً عن الأجواء المليئة بالحيوية خلال البطولات التي أستمتع حقاً بالمشاركة فيها. من الرائع الانفتاح على العالم من خلال الجولف، واستكشاف دول مختلفة تستضيف أفضل البطولات تنظيماً على الإطلاق.
أعتقد أن بإمكان العديد من الجولات الأخرى أن تتعلم الكثير من هذه الفعاليات؛ فبطولات هذه السلسلة تحمل طابعاً عالمياً، ومن الرائع المشاركة فيها».
لا ريب في أن جهود «جولف السعودية» تتجاوز حدود المشهد الاحترافي لرياضة الجولف، إذ تعمد الشركة إلى تبني العديد من المبادرات، بغرض دعم نمو رياضة الجولف ضمن مختلف الفئات العمرية والمستويات.
وكانت أليسون لي قد شهدت هذا التأثير خلال زيارتها إلى المملكة العربية السعودية للمرة الخامسة.
تقول لي: «تفيد إحدى الإحصاءات الخاصة باستضافة أول بطولة احترافية للسيدات في السعودية، بأن نحو ألف امرأة سجلن للمشاركة في مبادرة «السيدات أولاً». وهذا أمر رائع، وهو ما نطمح لتحقيقه. إنه الهدف الرئيس من وجودنا هنا والمشاركة في هذه البطولات».
وأضافت: «منذ أن انضممت إلى فريق سفيرات جولف السعودية، سمعت أن عدد المشاركين قد شهد زيادة ملحوظة خلال السنوات القليلة الماضية، وآمل أن يستمر هذا التقدم والنمو».
وتابعت: «يعلم الجميع أنني بدأت لعب الجولف وأنا في الخامسة من عمري، وأشعر أنني تعلمت الكثير بفضل هذه الرياضة. لقد منحتني فرصة لفَهْم نفسي بشكل أفضل، وأتاحت لي السفر إلى أماكن رائعة، فضلاً عن التعرف إلى أشخاص مميزين. آمل أن يبدأ الآخرون بممارسة الجولف في سن مبكرة أيضاً؛ فرياضة الجولف تعزز قيم الصبر والانضباط، وتُعلّم الروح الرياضية وأهمية التعامل مع الآخرين وتقديرهم. بشكل عام، تجعلك هذه الرياضة شخصاً أفضل. أتمنى أن تتعلم المزيد من النساء في كل مكان لعب الجولف، خاصة هنا في المملكة، حيث إن هذه الرياضة لم تكن تقليداً شائعاً بين الكثيرين في المملكة».
وأضافت لي في ختام اللقاء: «يمكن القول بكل ثقة إن جولف السعودية تمهد الطريق لمستقبل واعد ومزدهر لهذه الرياضة».