تطرقت مقالات سابقة لسلسلة «التعرف إلى رياضة الجولف» من «جولف السعودية»، إلى عدد من الضربات الأساسية وكيفية الاسترخاء عند تسديدها. وبدءاً من تلك الفترة حتى اليوم، ربما تكون قد جربت هذه التسديدات فوق مسار اللعب، أو في مضمار الجولف، أو حتى في مراكز محاكاة الجولف الإلكترونية، لتحقيق أفضل نتائج في اللعبة. مما لا شك فيه أن للتدريب أثراً كبيراً في مدى كفاءتك وقدرتك على تعزيز إمكاناتك في اللعب، وهو الأمر الذي سيكون محل نقاش في السطور اللاحقة… التدرب باستمرار!

كثيراً ما نسمع مقولة «التميز يتحقق مع التدريب المستمر»؛ لكن هل هذا صحيح؟ في الواقع الإجابة تكمن بـ «لا»! على أقل تقدير، ليس مجرد تدريب أو تمرين عادي لكون التدريب الهادف والجيد من شأنه أن يساعدك كثيراً. ولضمان تحقيق أقصى استفادة من جلسات التدريب، بغض النظر عن الغاية وراء ذلك، وسواء كنا نتدرب للاستمتاع بأكبر قدر باللعبة، أو تحسين النتائج، أو حتى رفع سقف التحدي عند اللعب مع الأصدقاء، فإن التدريب أمر مهم للغاية، وعليك به كلما سنحت لك الفرصة، مع الأخذ بالاعتبار طريقة التدرب، إذ إن مزاولة التدريب بشكل خاطئ قد تسهم في تعقيد الأمور أكثر. ونذكر فيما يلي أبرز ثلاثة أمور تساعدك في تحقيق أفضل النتائج من جلسات التدريب، وبالتالي تحقيق أهدافك بإتقان اللعبة.

1. نمط التسديد

نمط التسديد (أو الروتين) من الأمور التي أنصح بها لأي لاعب جولف من مختلف المستويات، إذ هو أمر شائع بين لاعبي الجولف عند التمرن على تسديد الكرة بشكل متكرر، حيث يساعدك على الشعور بالسرعة المطلوبة وكيفية التسديد عندما تكون في مسار اللعب. الإحماء قبل تسديد الكرة قد لا يكون منظراً شائعاً على أرضية ملعب الجولف، لكن العديد من اللاعبين يؤكدون أن هذا الأمر والمحافظة عليه يعني الأفضل لك.

ينبغي التركيز فيما تسعى إلى تحقيقه. لذلك، أطلب من طلابي عدم التسرع، وغالباً ما يعمدون إلى أخذ قسط من الراحة بين التسديدة والأخرى. ويمكن للتمرن على وتيرة التسديد أن تأتي خلال ذلك، إذ يقوم اللاعب بالوقوف خلف الكرة ويضع خطته ويحدد الهدف ويضمن صحة أساسيات التسديد الخاصة به، ويسمح لنفسه بالاسترخاء قبل المبادرة إلى تلك الحركة السلسة اللازمة خلال عملية الإسقاط والتسديد. كل ذلك يسهم في تحقيق أفضل ارتطام مع الكرة.

بعد أن تستقر الكرة في مكانها (وهو لا يزال في وضعية نهاية التسديد)، أدعو اللاعب لمناقشة التسديدة معي. هل كانت التسديدة كما هو متوقع؟ هل الاتجاه صحيح؟ ماذا عن مسار الكرة، هل توجهت نحو الهدف المحدد؟ هل هو سعيد بالمسافة التي قطعتها الكرة؟ ماذا عن انحراف الكرة ضمن مسارها، أم أنها انطلقت بشكل مستقيم؟ كيف يمكن مقارنة الضربة بهدفهم؟ وهل سيتم تطبيق الضربة ذاتها على أرض الملعب؟ جميع هذه التساؤلات أنصح بطرحها بعد كل تسديدة للحصول على فَهْم أعمق وبشكل أفضل، ما يسمح للاعب بالقيام بشيء أكثر أهمية، وهو تحديد ما يلزم للقيام به بشكل مختلف في الضربات المقبلة.

من الجيد أن تتبنى أسلوب تسديد خاصاً بك، إذ لكل لاعب محترف أسلوبه الخاص، لكن من المهم أن تعثر على ما يساعدك في تلبية احتياجاتك، وتتأكد من ممارسة هذا الأسلوب أو النمط بالطريقة ذاتها كل مرة.

2. الهدف

يمكن أن تختلف الأهداف في كل تسديدة، ففي بعض الأحيان نتطلع إلى المسافة المنشودة، أو أقرب نقطة من الحفرة يمكن للكرة أن تصل إليها. ومن السهل الوقوع في الخطأ الشائع في مضمار التسديد وعند تغيير المضارب المتمثل في التركيز على الهدف نفسه. بيد أن القصة مختلفة جداً على أرض الملعب، حيث نكون مجبرين على التركيز على مناطق مختلفة لتستقر عندها الكرة، حيث يمكننا استهداف مجموعة من الأهداف المختلفة، مثل سارية علم الحفرة والمخابئ الرملية والأشجار والمباني، وغيرها. ومن أجل ضمان هذه الأمور وأخذها بالاعتبار، إلى جانب التدريب على إصابة الهدف والتعرف إلى علاقة وجه المضرب باتجاه الكرة، أنصح الطلاب بألا يسددوا أكثر من 5 ضربات إلى منطقة الهدف نفسها دون إحداث تغيير. علاوةً على ذلك، أشجعهم على استخدام مخيلتهم للاستفادة مما يحيط بهم للارتقاء بتجربة اللعب على أرض الواقع بأكبر قدر ممكن. ثمة العديد من مسارات التمرين التي توفر مناطق أو ممرات تدفعك للتفكير في مختلف العوائق، مثل الأشجار أو السياح أو المباني وغيرها، ما يعزز من قدرتك على تحقيق أهدافك.

3. تغيير المضرب

مهما بلغت بمستواك في اللعبة، جميعنا وقعنا ضحية هذا الذنب. غالباً ما أسأل الطلاب: «كم مرة في جولة كاملة (18 حفرة) استخدمت مضرب 7 حديدي من الموقع المثالي وغطيت المسافة المثالية، بعد التأكد من عدم وجود رياح، لتصل الكرة إلى منطقة خضراء منبسطة؟». ستكون محظوظاً لو صادفت هذا النوع من التسديدات مرتين في الجولة الواحدة. إذاً، لماذا تعمد إلى هذا النوع من التسديدات 70 مرة خلال التدريب؟ من حيث الأرقام، فإن أكثر المضارب استخداماً خلال جولة جولف هما «درايفر» و«بوتر». لكنني أنصح الطلاب دائماً باستخدام وتجربة جميع المضارب أثناء وجودهم في مضمار التسديد. فعلى الرغم من تفاوت صعوبات التسديد مع مختلف المضارب، وتفضيل بعضها على البعض الآخر، إلا أنه من الضروري أن نختبر طريقة استخدام مختلف المضارب، والتمتع بالثقة عند استخدام أي منها.

ثمة فائدة أخرى في تنويع استخدام المضارب، تكمن في إدراك زاوية الانحناء اللازمة والتموضع أمام الكرة والمسافة بينك وبينها والتباعد بين الساقين أثناء التدريب، الأمر الذي يجعلك أكثر قدرة على التكيف وأكثر وعياً بما أنت مقبل عليه خلال وجودك في الملعب، ما يضمن لك تسديد الكرة بالشكل الصحيح.

نستنتج مما سبق أن تحقيق أكبر فائدة من جلسات التدريب أمر ضروري يكمن بقضاء أكبر قدر من الوقت. وجميع ما ذكر يمكن ممارسته أثناء التدريب، بدءاً من الوقوف خلف الكرة واللعب بالأسلوب والنمط ذاته قبل تحديد هدف مختلف عما قبله، وضمان تموضع الجسم بالشكل المطلوب ووصولاً إلى تسديد الكرة والحصول على المعلومات اللازمة لتحسين الأداء. ويجب ألا ننسى تغيير المضرب قبل القيام بتكرار العملية من جديد.