يواجه العديد منا تحديات جمة لخلق توازن بين المسيرة المهنية والشغف الرياضي، بمن فيهم خليفة عبدالله المسعود الذي يشغل منصباً إدارياً في إحدى كبرى مجموعات الشركات بدولة الإمارات العربية المتحدة.

فمن المعروف عن اللاعب (39 عاماً) عشقه لرياضة القولف، وهو أحد أبناء الإمارات الطموحين الذين لطالما أولاهم اتحاد الإمارات للجولف اهتماماً كبيراً، ويوفر لهم الدعم اللازم لتنمية وتطوير مهاراتهم، فضلاً عن تبني مهارات مختلف الجنسيات الأخرى في البلاد، وقد مثّل خليفة المسعود ضمن بعثة الإمارات العربية المتحدة إلى مملكة البحرين، للمشاركة في بطولة الخليج للقولف التي أقيمت في الربع الأول من العام الحالي.

ويستذكر خليفة المسعود الذي تعود شرارة تعلقه بهذه الرياضة إلى سن الطفولة، رحلته مع جدهّ في عالم القولف، ويقول: «الأمر كله بدأ عندما كنت في السادسة من عمري. كان جدّي قد عاد حينها من نيوزيلندا، إذ كان يعمل في سلاح الجو الملكي. وخلال وجوده في البلاد، اعتاد أن يصطحبني بين الحين والآخر إلى ملعب الغزال – الرملي – في أبوظبي، غير أن تجربتي الأولى للقولف كانت مع مسار مصغر للقولف من البلاستيك الأخضر».

وأوضح المسعود أيضاً، أنهما غالباً ما كانا يعمدان إلى قضاء وقتهما في المنزل يشاهدان بطولات القولف عبر شاشة التلفزيون، وغيرها من الرياضات المختلفة. لكن القولف كانت الرياضة الأكثر تشويقاً، وأضاف: «في أحد الأيام قلت إنني أريد أن أجرب اللعبة، وشكّلت أمنيتي هذه لحظة فارقة في حياتي، وبدأ شغفي بالقولف».

لو عدنا بالزمن إلى الوراء قليلاً، فإننا نجد أن خليفة المسعود قد شارك في مختلف الرياضات، مثلما هي الحال مع الغالبية العظمى من الرياضيين الناشئين من أبناء الإمارات، لكنه استمر في لعب القولف، الرياضة المفضلة بالنسبة إليه.

يقول المسعود: «عندما أصبحت يافعاً، لعبت التنس وكنت أركز على هذه الرياضة. لكن رياضة القولف تشعرك دائماً بشيءٍ ما يجذبك إليها! وهذا ما حدث فعلاً.. وبدأت شيئاً فشيئاً بتعزيز مهاراتي فيها، وعملت جاهداً على تحسين مستواي في اللعب وشاركت في بطولات للمبتدئين بالولايات المتحدة الأميركية، ومنها بطولة المبتدئين العالمية للقولف 2001 التي شكّلت تجربة رائعة».

كما أوضح المسعود أنه عندما كان في العشرينيات من عمره، انضم لفريق العمل في مجموعة شركاتهم العائلية، ما تطلب منه تكريس الكثير من الوقت للعمل. لكن كما ذكر سابقاً، ثمة سرّ في رياضة القولف، إذ غالباً ما تجذبك إليها. وفي حال عودتك للعبها، تدرك الصعوبات التي تحيط بها أيضاً. يقول المسعود: «اليوم، أمارس القولف بشكل مستمر، وأشارك في بعض الأحيان مع الفريق الوطني الذي مثّل البلاد مؤخراً في بطولة الخليج للقولف.

لا يمكنني نسيان هذه التجربة. كنت فخوراً بالدعوة التي تلقيتها، وأن هذه الفرصة ستمكنني من التعرف إلى عدد من أبرز اللاعبين الهواة في العالم، وقد لا تتاح لي مرة أخرى. يا له من شعور رائع! وعلى الرغم من التحدي الذي يفوق قدراتي باللعبة، إلا أنها تجربة فريدة لم يكن باستطاعتي عدم المشاركة فيها».

ومع اقترابه من بلوغ عامه الأربعين، فإن المسعود يتابع عن كثب، الجيل المقبل من لاعبي القولف الإماراتيين، بمن فيهم أحمد سكيك الذي يعرفه منذ صغره، والذي تطور كثيراً في قدراته ومهاراته منذ أن كان يافعاً.

يقول المسعود: «أعرف أحمد منذ أن كان في سن المراهقة، وهو ليس فقط لاعب قولف متمكن، بل أيضاً يتسم بشخصية محبوبة ومرموقة. ومن المذهل رؤية التطور الذي ثابر من أجله، حيث يعد مثلاً يحتذى للاعبين المبتدئين والهواة».

وأضاف المسعود: «لقد شهدت رياضة القولف انتشاراً واسعاً في المنطقة، واليوم نرى العديد من الملاعب ذات الطراز العالمي، وكل ملعب مختلف عن الآخر، ويتسم كل واحد منها بصفات وتحديات مغايرة، الأمر الذي لا نراه في الرياضات الأخرى التي تقام على مسارات أو ملاعب متشابهة كل مرة».

من ناحية أخرى، لا يقتصر تنامي اللعبة على اللاعبين الإماراتيين فقط، حيث هناك عددٌ متزايد من اللاعبين المقيمين في البلاد الذين يتمتعون بمهارات وقدرات عالية، مثل جوش هيل وتوبي بيشوب وكيارا نوخا ومايا بالانزا غودين.

يقول المسعود: «من المدهش رؤية هذا القدر من المواهب. والمميز في الأمر أنه يوجد عدد من هذه المواهب الآن، حيث سيكون كل واحد منهم سبباً للتحسين من مستوى ومهارات الآخر. كما أنه من المبهج رؤية بعض هذه الأسماء تفوز ببطولات مرموقة مثل كيارا نوخا، ومما لا شك فيه أن الفوز سيكون حليف الآخرين. الأمر يحتاج إلى القليل من المثابرة والتعلم من الخبرات».

وقد أشاد المسعود بمراكز التدريب والملاعب والمدربين هنا، ووصفهم بكونهم من الطراز المرموق، الأمر الذي يمنحهم مجالاً كبيراً للتطور في اللعبة وتمكين مختلف أفراد المجتمع من تجربة هذه الرياضة الجميلة.

جدير بالذكر أن نادي أبوظبي للقولف يستعد في الوقت الراهن، لاستضافة بطولة العالم لقولف الهواة، وذلك في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ويشعر خليفة المسعود بحماسة كبيرة لهذا الحدث الذي سيسلط الضوء على مواهب القولف الإماراتيين، ولو لم يكن أحد المشاركين.

يقول المسعود: «لن يكون بمقدوري المشاركة بالبطولة، نظراً لالتزامات مهمة في شهر أكتوبر (تشرين الأول). لكن مما لا شك فيه، أن استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعد عاصمة القولف العالمية، لهذا الحدث الفريد، تعد أمراً غاية في الروعة؛ فهي تعد فرصة للعديد من الأسماء كي تضع مهاراتها وقدراتها وإمكاناتها تحت المجهر، واستضافة هذه الأسماء في ربوع البلاد لفخر نعتز به».