قلّة من اللاعبين الهواة تركوا أثراً لافتاً، مثل المغربي آدم بريسنو في عالم الجولف، حيث خطف الأنظار بأدائه منقطع النظير خلال البطولة السعودية الدولية لعام 2024 برعاية صندوق الاستثمارات العامة، وأثار اهتمام أوساط الجولف العالمية، وأصبح الوجه العربي الجديد الآخذ في الصعود عالمياً. ويكشف بريسنو في الحوار التالي مع محرر مجلة جولف دايجست الشرق الأوسط عن الأسبوع الذي غيّر مسيرته، وشبكة الدعم التي ساندت رحلته، مؤكداً أن ما حققه من إنجازات حتى الآن ليس سوى البداية لمستقبله المشرق.
حققت إنجازاً تاريخياً في البطولة السعودية الدولية لموسم 2024 برعاية صندوق الاستثمارات العامة، بإنهائك البطولة بإجمالي 17 ضربة تحت المعدل؛ إلى أي حد ما زلت تستعيد تلك التجربة؟
«كانت تجربتي في البطولة السعودية الدولية 2024 رائعة بكل معنى الكلمة؛ فقد كان أسبوعاً استثنائياً بالنسبة لي، ليس بسبب النتيجة وحسب، بل لأنني أدركت إلى أي مدى تقدم مستواي. وعرفت معنى أن تؤدي بهذا المستوى في بطولة كهذه، وأمام نخبة من اللاعبين. لقد شكّلت لحظة فارقة منحتني قدراً كبيراً من الثقة».
إنجاز عظيم أن تكون أول لاعب جولف عربي يدخل التصفيات النهائية وينافس في بطولة من سلسلة بطولات رولكس؛ ما شعورك وأنت تمثّل المغرب والجولف العربي في بطولة بهذا الحجم؟
«نعلم أن رياضة الجولف ليست واسعة الانتشار في المغرب كما هي في دول عربية أخرى، لذا يسرّني أن أقوم بالتعريف بهذه الرياضة، وأن أؤكد أن لاعبي الجولف العرب قادرون على المنافسة في أعلى المستويات. كما أنني أشعر بفخر كبير في تمثيل بلدي في هذا المجال».
سبق لك أن تدربت مع جون رام ولعبت إلى جانب آدم سكوت؛ صِف لنا تلك التجربة؟ وهل من لاعب آخر تتمنى أن تكون في مجموعته خلال نوفمبر في نادي الرياض للجولف؟
«نعم؛ لقد نشأت وأنا أشاهد هؤلاء النجوم، لذلك شعرت بالاستغراب وأنا أمام فرصة للعب إلى جانبهم. ومن المدهش أن أكون جزءاً من بطولة تضم هذا العدد من الأسماء الكبيرة. وأحب في هذا العام أن ألعب جولة مع لاعب مثل تايرل هاتون أو كام سميث، خاصة أن جون رام بطل البطولة المفتوحة، لذا ستكون تجربة رائعة حقاً».

لقد حضرت من الرباط، وفي الوقت الراهن تتنافس على المستوى الدولي؛ ما حجم الدعم الذي تم توفيره من قِبَل الاتحاد العربي للجولف، فضلاً عن التقدم في مستوى الجولف لدى دول المنطقة؟
«كان الاتحاد العربي للجولف داعماً لمسيرتي إلى حد كبير. وأشعر بأنهم يدركون الإمكانات الكبيرة لهذه الرياضة في منطقتنا. اليوم، نرى عدداً أكبر من اللاعبين الشباب، ومرافق تدريب أفضل، واستثمارات أوسع في البطولات. كل ذلك يسير في الاتجاه الصحيح، وأنا فخور بأن أكون جزءاً من هذا النمو والتطوير».
شهد عام 2025 تتويجك بكأس جاك نيكلوس، إنجاز متميز بكل المقاييس؛ كيف تصف شعورك بهذا الانتصار؟ وماذا يعني لمسيرتك؟
«إن الفوز بكأس جاك نيكلوس من اللحظات المهمة بالنسبة لي. ويكفيني أن يُذكر اسمي إلى جانب إرثٍ بهذا الحجم. إحساس رائع يعكس كل ما بذلته من جهود، ويمنحني دافعاً إضافياً للاستمرار والسعي نحو تحقيق المزيد من النجاح».

البطولة السعودية الدولية برعاية صندوق الاستثمارات العامة تُعد محطة بارزة في رياضة الجولف حول العالم، فما الذي تتطلع إليه أكثر هذا العام؟
« مستوى المنافسة والأجواء المميزة. ثمة زخم حقيقي حول البطولة هذا العام، مع دمج المزيد من عناصر الترفيه. كما أن ملعب نادي الرياض للجولف في أبهى صورة، ويلائم أسلوب لعبي كثيراً. أعود هذه المرة إلى البطولة بثقة أكبر، وأتطلع للانغماس في أجواء المنافسة، وآمل أن أكون في خضم المنافسات، وسط أفضل لاعبي الجولف».
ما النصيحة الأهم التي تود تقديمها للاعبي الجولف الشباب في المغرب والعالم العربي ممن يطمحون لاحتراف رياضة الجولف؟
«أقول لهم إنه يتوجب عليهم أن يؤمنوا بأنفسهم، وأن يتحلوا بالصبر والمثابرة. الجولف رياضة تحتاج إلى الوقت، فيها سيواجهون أوقات صعود وهبوط في المستوى. لكن إذا ظلوا ملتزمين، وواصلوا التعلم، وأحاطوا أنفسهم بشبكة من الدعم جيدة، فإن النتائج المرجوة حتماً ستأتي».








