الرسم التوضيحي – آر. كيكو جونسون
نعيش اليوم في وقت لا تقتصر فيه رياضة القولف الاحترافية على شخص واحد وحسب؛ فعند النظر إلى منطقة التدريب خلال أية بطولة، ستجد أن كل لاعب محاط بفريق خاص به لتقديم المساعدة، وكلما كان اللاعب أصغر سناً أو ناجحاً، فإنه يكون محاطاً بفريق من المساعدين عدد أعضائه أكبر، إذ يراوح عددهم بين 5 و10 أفراد، أو حتى إنه في بعض الأحيان يزيد على ذلك.
لكن ما مدى أهمية كل هؤلاء في الارتقاء بأداء اللاعب؟
يمكن القول إن بعض الأشخاص في الفريق غير مهمين ولا حاجة لهم، وينتابك شعور بالعجب أيضاً من وجودهم. بطبيعة الحال، كلما ازداد عدد أفراد الفريق المساعد زادت احتمالية وجود أشخاص يمكن وصفهم بالمتطفّلين، فقط للاستمتاع بمتابعة مجريات الجولة عن كثب.
لقد عمدت مؤخراً، في تجمّعٍ لحفل عشاء، إلى تصنيف الأفراد ضمن دائرة اللاعب حسب أهميتهم. وفيما يلي ستدرك أن كلمة «مهم» لها دلالات مختلفة.
خبير إحصاء
بالنسبة لنا نحن حاملي المضارب، كلما زادت المعلومات لدينا تصبح نصائحنا أفضل وأكثر استنارة، لكن الإحصاءات والأرقام في رياضة القولف لا تكشف عن الحقائق الصعبة كما هي الحال مع الرياضات الأخرى، وذلك لكوننا نمارس الرياضة على ملعب مختلف أسبوعياً، وتتغير الظروف بين ليلة وضحاها أو حتى بين الساعة والأخرى. ومن دون شك أن إنهاء إحدى الجولات بشكل جيد أو سيئ يؤثر في الإحصاءات والبيانات لأشهر عدة، غير أن بعض المعلومات الخاصة باستراتيجية اللعب بشكل عام تكون مفيدة، مثل كيفية التعامل مع مسار اللعب، أو الأسلوب الذي يتبعه اللاعب عند حفرة ما معينة. لكن هذه البيانات تكون متوافرة لدينا مسبقاً ولا حاجة لنا بها من قِبَل أي خبير في الإحصاء؛ فالخبرات المكتسبة من سنوات في ممارسة اللعبة تضع حداً لأهمية الخبراء، وغالباً ما يستعين اللاعبون بهم لتجنب مضيعة الموارد والوقت والخروج بشيء جديد والارتقاء بأدائهم.
مصنّعو المعدات
أود الإشارة هنا إلى أنني لا أحاول انتقاد الدور المنوط بهذه المجموعة، لكن بالنسبة لمحترفي الجولات، فإنه من الصعب ملاحظة ما إذا كان تغيير المعدات أو تعديلها يسهم في مساعدة اللاعب أو الإضرار به.
المُساعد المُتخفّي حامل المضارب
لا شك بأننا نساعد اللاعبين في التأهب وحملهم على التفكير بشكل صحيح والتحكم بمشاعرهم وعواطفهم، وعلى الرغم من صحة هذا الأمر، إلا أننا نشعر في بعض الأحيان بأننا لا نتسم بالقيمة ذاتها، عندما يقوم اللاعبون بإحضار أصدقائهم أو الاستعانة بزوجاتهم لحمل مضاربهم، ما يجعلني أتساءل ما إذا كنا نتسبب لهم بالكثير من الضرر، وأصبحت في بعض الأحيان أُشكك حقاً في مدى أهميتنا في مساعدة اللاعب لبلوغ تركيزه على أكمل وجه. دعنا لا نسهب في الكلام هنا حتى لا أشعر بالإحباط!
الأزواج
بوصفي مساعداً يحمل المضارب لما يقرب من 15 موسماً، إلى جانب العمل مع اللاعبين الذين أصبحت مقرباً منهم، يمكنني القول إن هناك نموذجين متضادين، حيث يكون للزوجات أثر مباشر في أداء اللاعبين على أرضية الملعب؛ يتمثل الأول في أن أحد اللاعبين الذين حملت له مضاربه كان يعيش أوقاتاً صعبة للغاية، لدرجة أنه أراد التخلي عن اللعب وعدم الاستمرار في هذه الرياضة، لكن كان لزوجته أثر إيجابي كبير، حيث آمنت بقدراته وساعدته على تخطي محنته، ما ساعد اللاعب على النجاح بتحقيق الفوز في مناسبات عدة ضمن إحدى جولات البطولة. وعلى النقيض من ذلك، كان أحد اللاعبين يعيش مرحلة عصيبة انتهت بالانفصال عن زوجته. لقد عانى جراءه كثيراً، الأمر الذي أدى إلى تدني مستواه، وذكر أن انخفاض الأرباح يعني أن طليقته لن تحصل على الكثير عند إتمام الطلاق. ومن دون أدنى شك أن هذا الظرف يؤثر كثيراً في مستوى أداء أي لاعب.
مدربو التسديد
هل تعلم من عليه الاستعانة بمدرب التسديد؟ اللاعبون الهواة وليس المحترفين الذين يشاركون في جولات رابطة محترفي القولف؛ فالمدرب هنا أشبه بخبير صيانة السيارات الذي يساعدك في حال كنت بحاجة إلى تغيير زيت المحرّك، أو موازنة الإطارات، إذ إن الأمر يعد بسيطاً وينتهي بسرعة. لكن إذا ما رغبت في إصلاح المحرك، فإنك على موعد مع قضاء وقت أطول داخل ورشة العمل. لقد رأيت العديد من اللاعبين الذي تأثروا سلباً بعد الاستعانة بمدرب للتسديد أكثر من أولئك الذين استفادوا منهم، بمن فيهم لاعبون فازوا بالعديد من البطولات الكبرى، إذ انحدر مستواهم بعد محاولاتهم تحسين ضرباتهم وتغطية مدى أكبر. إن أسلوبهم يقوم على تعديل وتغيير كل شيء ساعد في الوصول إلى هذه النقطة، وفي حال آلت الأمور إلى الأسوأ؛ فالمسؤولية تقع على عاتقهم.
الوكلاء
إذا سألت عن رأي المساعدين المتخفين في الوكلاء ومديري أعمال اللاعبين، من المتوقع أن تكون إجاباتهم بأنهم ليسوا مهمين؛ فالعديد منهم ينظرون إليهم بوصفهم حرّاساً يتمتعون بقوة ونفوذ أكثر من اللازم. لكن الوكيل الجيد يساعد اللاعب على تنظيم حياته، ما يسمح له بالتركيز على اللعبة، على عكس الوكيل السيئ الذي يركز على جني المال دون الأداء الذي يمكّن اللاعب من النجاح، وبالتالي تحقيق الأرباح. فبالنسبة للوكيل، تكتسب عمولته أهمية كبرى.
المدربون
لا تجعل صورة المدربين النمطية في النوادي الرياضية الذين يصرخون عليك باستمرار، تهيمن على صورة مدربي رياضة القولف المحترفين، حيث يكمن دورهم في تعديل وضعية وحركة جسم اللاعب لتتناسب مع احتياجاته اللازمة للنجاح. نعم؛ قد يحتاج الأمر في بعض الأحيان إلى رفع الأثقال، غير أن الركيزة الأساسية تقوم على تحقيق المرونة والصبر والحيلولة دون وقوع إصابات وتخفيف الآلام. إن دورهم يكمن في مساعدتك على المحافظة على تقدمك عند بدء منافسات عطلة نهاية الأسبوع، ولياقتك إذا كنت تشارك لمرة خامسة خلال ستة أسابيع. وإذا ما رأيت لاعباً من دون مدرب، فاعلم أنه لن يستطيع الكشف عن قدراته الكامنة في أية لعبة.
علم النفس الرياضي
لطالما كنت في السابق أحاول إقناع نفسي بأهمية الاختصاصيين من علم النفس الرياضي؛ فقد تعرفت إلى لاعبين جيدين تحوّلوا ليصبحوا على مستوى عالٍ من الاحترافية بعد العمل على العامل النفسي، في حين انحدر مستوى لاعبين آخرين رفيعي المستوى. وعلى الرغم من عدم وجود علاقة لهذا الأمر بعلماء النفس الرياضيين، إلا أن نطاق النتائج قد ينقل اللاعبين عالياً أو يصل بمستواهم إلى الحضيض. في الواقع، هناك اسم في مشهد القولف يعاني كثيراً في الوقت الراهن، وقد حدثني مساعده المتخفّي عن أن مشكلاته بدأت تظهر بعد تردده على طبيب نفسي للعلاج؛ فما رأيك؟
مدربو التسديدات القصيرة
في بعض الأحيان قد يكون من الصعب على اللاعب تحقيق النجاح، خاصة في حال تغيير فلسفته وتعديل أسلوبه في لعب التسديدات القصيرة. لكن مع مدربي التسديدات القصيرة فإنهم غالباً ما يساعدونك في تحقيق هدفك، وبالتالي إحراز أفضل النتائج. وهكذا، فإن أفضل طريقة للارتقاء بمستوى اللعب تكمن في الاستعانة بمدرب تسديدات قصيرة.
الأصدقاء
لا يمكننا إخفاء حقيقة تفيد بعدد اللاعبين الذين تداعت بهم السبل في رياضة القولف، وتأخروا في تحقيق النجومية، أو الذين لم يستمروا بسبب الأصدقاء من غير لاعبي القولف، أو غير الملمين بها. ففي الرياضات الأخرى، غالباً ما يكون للاعبون زملاء في الفريق ومدربين وهناك مكاتب إدارية تحاسبهم على كل صغيرة وكبيرة. لكن في رياضة القولف، لا يوجد رقيب أو حسيب على الوقت الذي يقضيه اللاعب مع الأصدقاء، وبالتالي التحقق من وجود أي تأثير سلبي فيه من عدمه. ومما لا شك فيه أن هناك الكثير من الأمور التي يتوجب على اللاعب القيام بها خارج مسار اللعب لتحقيق النجاح داخله، وأن ملازمة رفاق السوء أمر من شأنه أن يؤثر سلباً في طريقة لعبه وأدائه.