حقوق الصورة محفوظة – بول لاكاتوس / الجولة الآسيوية
بدأت رياضة الجولف في المملكة العربية السعودية عام 1949 على ملعب رملي عُرِف حينها باسم نادي رولينج هيلز كونتري في الظهران. ولم تلبث هذه الرياضة أن شهدت نمواً كبيراً خلال زمن قياسي، وفي خطوات سريعة نحو العالمية.
هذه الانطلاقة التي تشهدها رياضة الجولف بالسعودية تعد جزءاً من استراتيجية «رؤية 2030» الأوسع التي أعلن عنها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حيث تعد هذه الرياضة إحدى الركائز الرئيسة في تعزيز المشهد الترفيهي والسياحي في البلاد.
فيما يلي، كان لمجلة جولف دايجست الشرق الأوسط حوار مع أبرز لاعبي الجولف السعوديين، عثمان الملا أول لاعب جولف محترف، وفيصل سلهب وسعود الشريف اللذين أمضيا عامهما الأول في الاحتراف، والذين تحدثوا عن الاستعدادات الخاصة بهم واستشرافهم المستقبل، فضلاً عن رؤية المملكة العربية السعودية الخاصة بهذه الرياضة، وخططها في ترسيخ مكانتها عالمياً.
يقول عثمان الملا: «إن رؤية تطور مشهد الجولف في المنطقة والعالم العربي بشكل كبير أمر مثير للاهتمام، خاصة عندما تكون جزءاً منه. أنا محظوظ للغاية لكوني أول لاعب جولف سعودي محترف، ما يعكس تميز الفرص والإمكانات التي أتيحت لنا».
وأضاف الملا: «يمكن ملاحظة تطور مشهد الجولف عاماً تلو العام. إن الفرص التي أتيحت لنا – أنا وزميليّ المحترفين فيصل وسعود – مذهلة، وأصبح بإمكاننا المشاركة في منافسات جولة التحدي ضمن الجولة الآسيوية واللعب أمام عدد من أبرز الأسماء في عالم الجولف».
من ناحيته، يقول فيصل سلهب: «من شأن رياضة الجولف أن تمهد الطريق للإمكانات والفرص التي تجعل منها مهنة دائمة. بالنسبة لي ولأصدقائي، كانت كرة القدم الطريق الوحيد، لكن ما تقوم به الحكومة في الوقت الراهن، من وزارة الرياضة وغيرها من الاتحادات، وتماشياً مع رؤية 2030، يمثّل فرصاً واعدة للشباب السعودي لإظهار قدراته على القيام بأشياء مُغايرة».
يسترسل الملا في حديثه ويقول: «أعتقد أننا نبحث دائماً عن التغيير الفوري، لكن الكثير الأمور التي تحدث حالياً سيكون لها تأثير كبير خلال 10 سنوات من الآن.
مما لا شك، لكلٍ منا أهداف خاصة، ورغبة كبيرة في تحقيق المزيد من النجاحات والفوز في هذه اللعبة، لكن تتوجب الإشارة إلى أنها لعبة طويلة الأمد، يلعبها كثيرون».
وأضاف الملا: «منذ أكثر من 100 عام، عمدت العديد من الدول إلى تطوير مشهد الجولف فيها. بينما شهدت هذه الرياضة تحولاً كبيراً بالمملكة العربية السعودية في غضون خمس سنوات، ما يعد أمراً مبهراً. لذلك أتطلع قدماً لما ستحمله السنوات الخمس المقبلة.
لدينا ثلاثة لاعبي جولف محترفون، ونأمل أن تحذو بعض السيدات السعوديات حذونا، وأن يستفدن من الفرص المتاحة، بدعم الجولة الأوروبية للسيدات واحتضان المملكة لبطولات، مثل أرامكو السعودية النسائية الدولية للجولف. كما نأمل أيضاً أن يلهم هذا الأمر المزيد من الشباب والشابات في العالم العربي لممارسة اللعبة».
قد يتم تصنيف عثمان على أنه من اللاعبين المخضرمين في الرياضة، على الرغم من أنه يبلغ 37 عاماً فقط، إلا أنه (إلى جانب فيصل وسعود) يتطلعون قدماً للمشاركة ببطولة السعودية المفتوحة التي تحتضنها المملكة خلال شهر أبريل الحالي.
وتقام هذه البطولة المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة، للمرة الرابعة في نادي الرياض للجولف؛ فقد خضع الملعب لتغييرات كبيرة من قِبَل إدارة «جولف السعودية» التي تتخذ من النادي مقراً لها، بهدف استضافة بطولة الجولة الآسيوية التي تبلغ قيمتها مليون دولار أميركي.
في الواقع، تشهد بطولة السعودية المفتوحة التي تعد إحدى منافسات الجولة الآسيوية لموسم 2024، أصعب وأفضل نسخة من نادي الرياض للجولف. إذ سيتم توزيع 12 بطاقة مشاركة لأفضل اللاعبين من العالم العربي وفقاً لتصنيفهم العالمي للمحترفين والتصنيف العالمي للهواة، وأدائهم في أبرز الفعاليات التي تحتضنها المنطقة، ومنحهم الفرصة لمواجهة أبرز الأسماء العالمية في مدينة الرياض.
يقول سلهب: «أتطلع لهذه البطولة بكل تأكيد، إذ يستحق هذا الحدث أن تسعى جاهداً لتقديم أفضل ما لديك».
وأضاف سلهب: «ما يميز هذه البطولة أنك تلعب على في ملعبك المنزلي؛ فهناك عائلتك وأصدقاؤك يشاهدونك، لذلك عليك ألا تخذلهم. كما أنك تسعى لتوسيع قاعدة متابعيك ومشجعيك وربما حثهم على تجربة اللعبة.
وشملت التعديلات على الملعب إزالة عدد من مناطق التسديد وإضافة مناطق أخرى جديدة. كما أن سير الكرة على العشب أصبح أسرع، إذ إن عمليات الهندسة الزراعية المكثفة آتت أُكلها، كما أنه تم بناء مبنى جديد للنادي وأعضائه.
ويعد سعود الشريف أصغر لاعبي الجولف، وقد تحوّل إلى الاحتراف وهو لا يزال في سن الثالثة والعشرين. وفي معرض تعليقه على الحدث الذي تستضيفه المملكة في شهر أبريل الحالي، يقول الشريف: «تنطلق هذا العام النسخة الثالثة من البطولة السعودية المفتوحة التي تأتي ضمن منافسات الجولة الآسيوية».
وأضاف: «أشعر بفخر شديد بتمثيل السعودية في كل أسبوع، وأينما كنت ألعب في منطقة الخليج أو العالم. هذا الأسبوع، نحن على موعد مع هذا الحدث على أرضنا، بالتأكيد الضغط سيكون كبيراً في كل الأحوال.
لقد تطور ملعب الجولف بشكل كبير حتى أصبح شبيهاً بأحد ملاعب البطولات العالمية، والفضل في هذا الأمر يعود إلى «جولف السعودية» والمسؤولين، إن جهودهم الحثيثة محل تقدير وشكر».
وأكد عثمان الملا ما صدر عن الشريف، وأضاف: «أتطلع قدماً لأكون جزءاً من البطولة والمنافسة على الأراضي السعودية. لدينا عدد من ملاعب الجولف الرائعة وسنسعى للانتصار هنا بكل ما أوتينا من قوة».
وأردف الملا يقول: «ما هذا سوى قطرة من غيث. لدينا العديد من المشاريع التنموية حول البلاد. أحد الرعاة «نيوم»، يلعب الجولف بموجب خطط تطويرية ثورية، غير أن الجهود التي بذلتها «جولف السعودية» لتطوير أحد أقدم ملاعب الجولف في نادي الرياض للجولف الذي يحتل مكانة مميزة في قلوبنا، كانت رائعة بحق.
نعم، هناك ملاعب سيتم تدشينها قريباً، لكننا لا نريد أن ننسى هذا الملعب وتراث الجولف السعودي الذي قد لا يكون قديماً، غير أنه تراثنا. ومن هنا بدأت مسيرتنا في هذه الرياضة. لذلك كنا سعداء برؤية التطورات الجذرية التي شهدها الملعب».
لا يمكن للعالم تجاهل ما تقوم به السعودية في ما يتعلق برياضة الجولف، إذ إن دعم العديد من الجهات الاستثمارية، مثل صندوق الاستثمارات العامة وجولف السعودية والاتحاد العربي للجولف، يعد دليلاً على أن بطولات ذات جوائز ضخمة تستقطب اليوم ألمع وأبرز نجوم العالم إلى المملكة، منها جولة ليف جولف – جدة وبطولة السعودية الدولية، وهي تقدمة من صندوق الاستثمارات العامة وسلسلة بطولات أرامكو للفرق المُقدمة من صندوق الاستثمارات العامة وبطولة أرامكو السعودية النسائية الدولية المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة وبطولة السعودية المفتوحة من صندوق الاستثمارات العامة وسلسلة بطولات أرامكو للفرق – الرياض.
يقول الملا: «لا أعتقد أنني كنت سأصبح لاعباً محترفاً أستطيع المشاركة في البطولات البارزة، لولا دعم جولف السعودية والاتحاد العربي للجولف».
وأضاف: «أنا على يقين أنه في يوم من الأيام سيأتي بطل الجولف الجديد من العالم العربي. فمع هذه الفرص والدعم المقدم، أعتقد أن مستقبل الجولف في العالم العربي واعد».
يتفق فيصل مع الملا، ويقول: «أعتقد أن ما تخططه جولف السعودية للمستقبل سيفوق توقعات الجميع. لقد شاهد الجميع كيف تطورت رياضة الجولف بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة دبي وأبوظبي ومسقط وقطر وغيرها، واليوم السعودية، وأعتقد أن الجميع سينبهرون بما ستقدمه».
من جانبه يقول الملا: «لا تزال لعبة الجولف حديثة العهد في المملكة، لكن أعداد المشاركين في الرياضة بالبلاد وصلت إلى ثلاثة أضعاف. كما أن الإعلام في السعودية يلعب دوراً في الترويج للرياضة التي تعد جزءاً مهماً في الاقتصاد المحلي. مستقبل الجولف في السعودية كبير ومميز ويسعدني أن أكون جزءاً من هذه المسيرة».
وأضاف: «أن تكون قادراً على إظهار قدراتك ومنح الآخرين فرصة تشجيع رياضي من وطنهم يتحدث لغتهم وعلى قدر عالٍ من الثقافة ذاتها، ورؤيته يلعب في المنافسات العالمية، يعد إنجازاً بحد ذاته وخطوات ضرورية للوصول إلى القمة، حتى لو لم تستطع تحقيق الإنجازات التي يتوقعها الناس حتى الآن.
عليك المشاركة أولاً، ثم التأهل قبل أن تضع المراكز الأولى نصب عينيك حتى تتمكن من الفوز».