أنت هنا لتمثيل المغرب في بطولة أرامكو السعودية النسائية الدولية التي تبلغ قيمة جوائزها 5 ملايين دولار أميركي؛ ما مدى أهمية هذا الحدث بين النساء بوجه عام، والنساء العربيات على وجه التحديد؟

مها الحديوي: «بالفعل، تكتسب هذه البطولة مكانة كبرى. وبالنسبة لي، هذا أسبوع مهم جداً من الناحية الرياضية، لأن هناك الكثير من الجوائز النقدية على المحك، فضلاً عن إمكانية حصد العديد من نقاط التصنيف العالمي. وكلما كان الملعب أفضل والمنافسة أقوى، كلما نجحت في الحصول على نقاط أكثر. إنه عام مهم للغاية، خاصة مع اقتراب موعد الأولمبياد. لذلك، نسعى لجمع أكبر عدد ممكن من النقاط كل أسبوع.

لكن باعتقادي الخاص ثمة شيء أكبر. نحن هنا في المملكة العربية السعودية، نلعب من أجل 5 ملايين دولار أميركي، وهذا بحد ذاته يعكس مدى أهمية رياضة جولف السيدات في المملكة. وأشعر بالفخر والامتنان بأن أكون جزءاً من ذلك، وأنني وإيناس لكلالش لاعبتان عربيتان في البطولة.

أنا كلي ثقة أننا سنرى المزيد من لاعبي ولاعبات الجولف العرب في المستقبل. ولكن كما تعلمون، إنها البداية فقط. ما يحدث في المنطقة هو حتماً يعد تحولاً جذرياً في موازين عالم الجولف، ما من شأنه أن يشجع المزيد من الناس على ممارسة هذه الرياضة. لا أتحدث هنا عن المستويات المتقدمة وحسب، بل من المهم أيضاً تعزيز ممارسة الجولف على المستويات الترفيهية.

فعلى سبيل المثال، أسابيع مثل هذا الأسبوع، والتحسينات على ملعب الرياض للجولف ترتقي بمشهد الجولف في المنطقة. إنه أمر لا يصدق، إذ إن الاختلاف كبير، مقارنة بالعام الماضي فقط، وكل شيء متقن.

بالنسبة لي، لا تقتصر تنمية رياضة الجولف على اللاعبات النخبة في المنطقة، بل تشمل الأشخاص العاديين الذين يبدأون بممارسة هذه اللعبة. لذلك، لا أبالغ في القول إن هذا الأمر يسهم حقاً في دفع هذه الرياضة إلى الأمام، وأنا أشعر بحماسة كبيرة لما يخبئه مستقبل هذه الرياضة».

لا بد أنك وإيناس تشعران بفخر كبير؛ أليس كذلك؟

مها الحديوي: «بالتأكيد.. أشعر بفخر كبير. على الرغم من أن هذه البطولة تُقام خارج مسقط رأسي، إلا أنني أشعر حقاً بأنني ألعب في وطني، المغرب.

مها الحديوي – الجولة الأوروبية للسيدات (LET)

بالنسبة لي، تقام البطولة في المنطقة والمحيط الثقافي ذاته، لذلك أنا فخورة جداً بها. غالباً ما ننظر إلى البطولات الكبرى في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا، أما اليوم فثمة بطولات كبيرة تقام في المملكة العربية السعودية. ونأمل أن نشهد المزيد من البطولات الكبرى في الوطن العربي والبلدان الأخرى التي لا تزال تفتقر إلى البطولات النسائية، حيث ينظرون إلى هذه البطولة على أنها مثل يُحتذى».

هل تعتقدين أنه لولا جهود الاتحاد العربي للجولف وجولف السعودية، ما كنا هنا اليوم؟

مها الحديوي: «بالطبع كذلك؛ فأنت تلعب الجولف وتتدرب بقدر ما تريد للمشاركة في البطولات، لكن الأمر يتعلق بالحصول على فرصة للمنافسة، ففي حال لم يكن لديك هذا الاختبار الكبير، فما الذي تتدرب من أجله؟ وهذا الأسبوع يشكّل اختباراً».

من وجهة نظرك الشخصية، كيف ستنظرين في المستقبل إلى هذه السنوات التي كنت أنت وإيناس رائدتين في رياضة الجولف النسائية العربية؟

مها الحديوي: «على الرغم من أنني في موسمي الحادي عشر في الجولة، إلا أنني لا أريد التوقف وأتطلع للفوز بالمزيد من البطولات. أنا أعشق هذه الرياضة كثيراً. لكن عندما أنظر إلى الوراء وأفكر، يا للعجب.

في السنة الأولى من الجولة، لم يكن هناك أحد سواي. لكن خلال بطولة كأس للا مريم التي أقيمت في نهاية العام الماضي في النادي الملكي للجولف دار السلام، تنافست سبع سيدات مغربيات على اللقب.

إيناس لكلالش – الجولة الأوروبية للسيدات (LET)

وكلي فخر بأنني مصدر إلهام وأمل كبير للفتيات الناشئات. أنا أتحدث إلى الكثير منهن بكل تواضع، إذ إنني بالنسبة لهن أنا تلك الفتاة من مسقط رأسهن تلعب في الجولة، وقد قمن بزيارتي في منزلي وتعرفن إلى عائلتي. لقد نشأنا في الحي نفسه، على بُعد 50 متراً تقريباً، لذلك، سيرد لأذهانهن إن كنت قد تمكنت من فعل ذلك، فباستطاعتهن فعل الشيء ذاته».

برأيك؛ هل تشهد رياضة الجولف نمواً في الدول العربية كافة، أم ماذا؟ وهل تعتقدين أنها رياضة رائجة؟

«نعم، ولا في الوقت ذاته. لنكن صريحين وصادقين مع أنفسنا، لا نزال نفتقر إلى المزيد من البطولات الرياضية النسائية في بعض مناطق العالم العربي التي تشهد العديد من البطولات للرجال. لذلك أعتقد أنه يترتب علينا الكثير للقيام به. ولكن مرة أخرى، إذا رأيت جارك يقوم بشيء ما مفيد فربما من الجيد أن تحذو حذوه.

أشعر بامتنان كبير للفرصة التي أتيحت للجولف النسائي، والثقة التي حظيت بها، خاصة من قِبَل أرامكو التي تستضيف وتحتضن العديد من الفعاليات على مدار العام. وبالنسبة لي، هذا الدعم رسالة مهمة تؤكد مساعيهم وأهدافهم، ما يعني أنهم يؤمنون برياضة الجولف النسائية، وأن هناك الكثير يمكن تحقيقه في المستقبل».