بقلم: آرون راي مع كيلي ليفنز

لا يوجد أحد من أفراد عائلة آرون راي يمارس رياضة الجولف، لكن والده آمريك لاعب تنس، وكان يقول له باستمرار إن طريقة استخدامه المضرب أشبه بتسديد كرة باستخدام مضرب للجولف. لاحقاً جلب له عدداً من مضارب الجولف البلاستيكية. يقول آرون: «أول بطولة لي عندما كنت في الرابعة من عمري ضمن مجموعة لاعبين من فئة 12 عاماً وأقل، حينها كان العديد من أفراد عائلتي حاضرين ضمن الجمهور. وبالفعل، نجحت في التأهل إلى المراحل النهائية وفزت بالمركز الثاني. بعد ذلك لعبت في بطولات كانت تُقام شهرياً، ولم أكن أحتاج إلى الكثير من الوقت لأدرك أن الجولف هي مستقبلي». وأضاف:

«أنحدر من الطبقة الكادحة، حيث هاجرت والدتي دالفير من كينيا إلى إنجلترا مع عائلتها وهي لا تزال صغيرة يافعة. عملت في العديد من الوظائف، انطلاقاً من ممرضة صحة نفسية ووصولاً إلى مدربة رياضات هوائية. أما والدي فهو من أصول هندية وُلد في إنجلترا وهو من الطبقة العاملة. وهنا لا بد أن أشير إلى أن والدي يواظب على قراءة كتب الجولف للتعرف إلى طرق التسديد.

  • ● ●

عندما بلغت السابعة من عمري، اشترى لي والدي مجموعة من مضارب تايتليست 690 إم بي، وكانت في ذلك الوقت أفضل أنواع المضارب. كنت أتدرب يومياً، وفي مختلف الظروف الجوية. وعندما كانت المضارب تتسخ، كان والدي يقوم بتنظيفها مع استخدام رأس إبرة للوصول إلى المناطق الضيقة، قبل أن يمسح وجه المضرب بزيت يُستخدم للأطفال لحمايته من الصدأ. بعد ذلك اشترى لي أغطية من الحديد لحمايتها. يمكن القول إنني تعلمت إيلاء الأمور أهميتها في وقت مُبكر.

  • ● ●

وفي طلبه للنصح والتوجيه، لجأ والدي إلى شون بول، وهو مدرب في ملعب من ثلاث تسديدات، حيث كنت أتدرب. وحينها قال شون له: «ضع آرون في ظروف مختلفة ودعه يكتشف الحل بنفسه». تلك النصيحة ساعدتني كثيراً. وعندما بلغت الثانية عشرة، بدأت بالعمل مع آندي براودمان وبيرس وارد ولا أزال حتى اليوم أتلقى تدريباتي على أيديهما.

  • ● ●

علاوة على ذلك، توجه والدي إلى عدد من الصحف المحلية لتغطية قصتي، وربما الحصول على بعض الدعم للارتقاء بمسيرتي في رياضة الجولف. وتواصل معنا رجل يرغب في تجربة قفازاته التي تم تصميمها لتتناسب مع مختلف الظروف الجوية، والتي أحببتها بالفعل. لكن في إحدى المرات التي كنت أتدرب بها نسيت أحد القفازات ولعبت بقفاز واحد، كان الأمر مروّعاً. منذ عشرين عاماً وأنا ألعب باستخدام زوجي قفازات، ولا أزال أرتدي العلامة التجارية نفسها منذ ذلك الوقت، وهي «ماكويت».

  • ● ●

لاحقاً، أصبح شبير رانديري صاحب أول ملعب مارست فيه رياضة الجولف، صديقاً مقرباً للعائلة، وقام بتمويل مستلزماتي لرياضة الجولف وتغطية مصروفات دراستي في الثانوية الخاصة. في ذلك الوقت، عضوية الصغار في ملاعب الجولف لم تكن مُكلفة، وقد ساعدني في اللعب على مختلف الملاعب منذ صغري لتنمية قدراتي. ولا يزال راعياً لي حتى هذه اللحظة.

  • ● ●

أصبحت لاعباً محترفاً في السابعة عشرة من عمري، وقبل ذلك، كنت قد تحدثت إلى والدي وشبير حول أفضل السبل للتعلم، مع أنني لم أكن مستعداً حينها.

  • ● ●

عشت فترة من الوحدة.. وعندما بدأت في جولة محترفي أوروبا، لم أتمكن من النجاح في الجولات التأهيلية الأربع الأولى، كان المشاركون يتمتعون بخبرة أطول ولديهم وعي أكبر واستراتيجية أفضل، وكانوا أكثر ذكاءً في تسديداتهم واختياراتهم للمضارب. كان يتوجب عليّ تعلم الكثير، غير أنني كنت أُتقن التسديد، إذ تسنى لي إدراك بعض من أسرار هذه الرياضة. فقدت بطاقة التأهل لمدة عامين متتاليين، لكني كنت أحظى بها في كل عام خلال الجولات التأهيلية.

 

أخيراً، كنت ضمن أفضل خمسة لاعبين، وواصلت المشاركة في جولة التحدي. وفي عام 2017، رافقتني والدتي ضمن مشاركتي في بطولة بكينيا، وكانت تلك المرة الأولى التي تعود فيها إلى وطنها الأم منذ رحيلها إلى إنجلترا وهي في سن الرابعة عشرة. كانت بجانبي عند الحفرة الثامنة عشرة عندما فزت بالبطولة، وصادف ذلك اليوم احتفالات المملكة المتحدة بعيد الأم. تلك اللحظة لا تنسى في مسيرتي الاحترافية.

  • ● ●

بعد ذلك انتقلت للمشاركة في الجولة الأوروبية، حيث فزت ببطولة اسكتلندا المفتوحة عام 2020 في منافسة قوية مع تومي فليتوود. في رياضة الجولف نسبة الخسارة هي 95 في المائة، ما يعني أن الفوز في هذه الرياضة لا يقدر بثمن. وخلال مشاركاتي أحاول جاهداً ألا أنظر إلى قوائم المتصدرين، وعوِضاً عن ذلك، أركز على طريقتي في اللعب.

  • ● ●

على ضوء نتائجي في عام 2020، نجحت بالمشاركة في بطولة رابطة محترفي الجولف، وبطولتين عالميتين للجولف وبطولة أخرى مفتوحة. كان أدائي قوياً، الأمر الذي أهّلني ضمن أفضل 200 لاعب في قائمة نقاط كأس فيديكس التي بدورها رشّحتني للمشاركة في نهائيات كورن فيري والحصول على المركز الثالث، وشكّلت بطاقة للمشاركة في جولة رابطة محترفي الجولف. استغرق الأمر بضع ساعات لأدرك ما أنجزت.

  • ● ●

وبوصفي لاعباً محترفاً، لم يكن أدائي جيداً دائماً، لكنني تعلمت ما يكفي للبقاء في مشهد الرياضة. وفي الجولة الأخيرة يوم الأحد، ضمن بطولة فارمرز إنشورانس المفتوحة برفقة ويل زالاتوريس وجيسون داي، كان الجمهور غفيراً وصاخباً. علي الاستمرار بوضع نفسي في هذه الأجواء التي يصعب على أحد محاكاتها.

  • ● ●

لا أحظى بشعبية لدى الجماهير؛ فكثيرون منهم لا يعرفونني. ولعل غيابي عن منصات التواصل الاجتماعي يؤكد هذا الأمر، إذ إن هذه المنصات تسلط الضوء على إنجازاتك سواء كانت إيجاباً أو سلباً. وهذا ليس ما أريده لنفسي. أنا لا أفهم حقيقة كيف لهذه المنصات أن تساعدني في رياضة الجولف.

  • ● ●

لا أزال أستخدم أغطية حديدية للمضارب.. مما لا شك فيه أن الأمور البسيطة في الحياة والتفاعل مع من هم حولك والأفعال النابعة عن القلب والأفكار الطيبة واللحظات المميزة، هي ما تصقل شخصيتك، فكل هذه العوامل مجتمعةً تجعلك قوياً. وعلى الرغم من قدرتي في استخدام العديد من المعدات حالياً، إلا أن الرسالة والمعنى وراء الأغطية الحديدية، تدفعني إلى أن أستخدمها حتى الآن».