كيف تساعد مؤسسات البحث والتوظيف اليوم نوادي الجولف في استقطاب المواهب المناسبة؟
بقلم: ماثيو رودي

لا تختلف الوظيفة الإدارية في نادي جولف اليوم بشكل كامل عما كانت عليه في ستينيات القرن الماضي؛ فبعض نوادي الجولف لا تزال تفضل الأمور التقليدية التي كانت متبعة قبلاً، مثل ارتداء الرجال لأطقم البدلات بدلاً من الجينز، وغرف الطعام التي توفر كل ما لذ وطاب ضمن قوائم الطعام، مثل شرائح اللحم أو الدجاج المشوي أو السمك. لكن دوام الحال من المُحال، إذ إن الأشياء تتغير باستمرار، حتى قبل تفشي الجائحة منذ عامين التي دفعت بالعديد من الناس للعمل من منازلهم.

واليوم يُعَد المدير العام مسؤولاً بشكل رئيس تجاه أعماله كافة، حيث يقع على عاتقه إدارة سبع وظائف حرفياً – متجر البيع بالتجزئة وحوض السباحة والمطعم وقسم الصيانة وقاعة الحفلات ومركز اللياقة البدنية وإدارة الفعاليات الترفيهية – لمجموعات تراوح بين المحترفين المشغولين بأطفالهم والمتقاعدين، وتوفير ما يلزم للاستمتاع بمرافق النادي. وعلى الإداريين ضمان سعادة هذه المجموعات، لكن المساعدين الإداريين في هذا المجال هم قلة والراغبين في العمل 60 ساعة أسبوعياً للارتقاء في السلم المهني هم نُدرة.

إن شغل المناصب القيادية، مثل المدير العام، أو رئيس خبراء جولف في هذا الوقت الذي يشهد تغيرات سريعة لا تزال متأثرةً بجائحة كورونا، أشبه بشراء منزل في سوق عقارات ذي طلب عالٍ جداً؛ فإيجاد شخص ملم بشؤون الإدارة وعلى اطلاع بعمليات إدارة نوادي الجولف ضرب من الخيال، لذلك قامت شركة كوبلين كوبلر أند والاس للبحوث التنفيذية بزيادة عدد موظفيها إلى 20، لإجراء أكثر من 100 عملية بحث سنوياً لإداريين مطلوبين لنوادٍ مثل وينجد فوت وديزرت ماونتن وكونغريشنال، ما يجعلها إلى جانب شبكة بوب فورد لأعمال الجولف، إحدى أبرز شركات التوظيف في عالم رياضة الجولف.

جدير بالذكر أن توم والاس كان قد انضم إلى دِك كوبلين وكيرت كوبلر، وكلاهما شغل منصب المدير العام، لتأسيس شركة كوبلين كوبلر أند والاس في عام 2014، وذلك بعد أن عمل بمنصب المدير العام في نادي أوكمونت وذا كلوب في ميديتيرا بمدينة نيبلز في ولاية فلوريدا، حيث لاحظ أن العديد من الوظائف في نوادي الجولف خرجت عن هدفها وبعيداً عما هو متعارف عليه. يقول توم: «كانت النوادي تبحث عن شخص يعرف أسماء الجميع ويعرف نقاط قوتهم. أما اليوم؛ فالنوادي تتطلع إلى شريك بفكر مبتكر قادر على تطوير تجارب جديدة للأعضاء ومتفهم لمعايير وتفاصيل موضوع جودة الحياة، وليس فقط إجبار الموظفين على العمل 10 ساعات يومياً».

العديد من النوادي التقليدية التي تكره التغيير قد لا تحبّذ هذا النهج ولن ترغب به، لكن التحديات والفرص التي فرضتها الجائحة جعلت العديد من النوادي تتقبل مفهوم التغيير. وقد أسهمت خبرة شركة كوبلين كوبلر أند والاس على مر العقود في علاقات التوظيف بقطاعات مختلفة، مثل الضيافة والمطاعم والمنتجعات والموارد البشرية، في جعلها قادرة على تقديم مرشحين ذوي خبرة حتى مع صعوبات التنقل للعمل والتحديات التي خلفتها الجائحة.

وأضاف والاس: «التغيير في العديد من نوادي الجولف يحتاج إلى الوقت والتفكير المكثف، لكن جائحة كوفيد جعلت أمر التغيير إلزامياً وسريعاً بشكل كبير».

وأبرز مثال على ذلك، تقديم أفضل خدمات الجولف. يقول والاس: «خلال لقاء المرشحين الشباب، غالباً ما تكون تجربتهم أو معرفتهم بالجولف مختلفة عن بعضهم بعضاً. بالنسبة إليهم، يمكن أن يعني ذلك خوض تجربة في منشأة مغلقة لمدة 90 دقيقة مع إمكانية تناول الطعام والمرطبات. في هذه الحال، كيف ستتدارك إذا كنت تعمل بوصفك مديراً عاماً لأحد أندية الجولف؟ هل ستتجاهل الأمر، أو تبحث عن طرق لجعل الأمر ينجح وإضافة شيء ما جديد؟».

إن تطوير برامج الراحة والترفيه، مثل تدشين أجهزة لمحاكاة رياضة الجولف ومراكز اللياقة البدنية وتدريب الخبراء المساعدين في فنون التعليم، إلى جانب إضافة رياضات أخرى، مثل «بادل تنس» وحلقات تدريب للأطفال واستقطاب ما هو جديد في مشهد الطعام، هي من المهارات التي تبحث عنها شركة كوبلين كوبلر أند والاس في المرشحين للوظائف.

وبعد عملية البحث التي تستغرق ما يناهز 10 أسابيع، والتي يتخللها كل شيء تقريباً، بدءاً من زيارة المواقع الشبكية وإجراء المقابلات عن بُعد (Zoom) والتحقق من خلفيات المرشحين بأيدي محققين متخصصين، يكمن الهدف في العثور على المرشح الذي يناسب النادي ويتواءم مع ثقافته ويبرز لإدارته ما تحتاج إليه من تغيير.

أفضل النتائج تكمن في إيجاد المدير أو الشخصية القيادية التي يمكنها الموازنة بين ما هو تقليدي ومعاصر للمحافظة على ثقافة النادي واستقطاب أعضاء جدد.