حقوق الصور محفوظة – من المصدر.
أرست المملكة العربية السعودية معايير عالمية المستوى للارتقاء برياضة الجولف، حيث بدأ الموسم للعام الحالي 2025 بقوة مع استضافة اثنتين من أبرز بطولات الجولف على التوالي خلال الربع الأول؛ فعلى مدى عشرة أيام، اتجهت أنظار عشاق الجولف مجدداً نحو المملكة العربية السعودية، تحديداً في نادي الرياض للجولف الذي شهد انطلاق فعاليات بطولة ليف جولف، لتتبعها بعد ذلك فعاليات البطولة السعودية الدولية للسيدات التي تبلغ قيمة جوائزها 5 ملايين دولار أميركي، ما يجعلها أكبر جائزة مالية ضمن الجولة الأوروبية للسيدات خارج نطاق البطولات الكبرى.
وتُعد بطولة ليف جولف المفتوحة في الرياض أولى الفعاليات التي تقام ليلاً، وقد شارك بها مجموعة من أبرز نجوم الجولف الذين تنافسوا تحت الأضواء، لتمثّل هذه البطولة خطوة أخرى في مسيرة السعودية وبروزها وجهة رئيسة لرياضة الجولف، الأمر الذي شكّل مصدر إلهام للجيل الصاعد من الأبطال السعوديين، واستقطب ما يزيد على 100 ألف مشجع طوال أسبوعين.
وفي مشهد يعكس التزاماً حقيقياً بإثراء رياضة الجولف في المملكة، تنافس سفراء «جولف السعودية»، مثل داستن جونسون، وتايلور جوتش، وهارولد فارنر الثالث، وجيسون كوكراك، أمام حشد من الجماهير المحلية المتحمسة، إذ لم يكتفوا باستعراض مواهبهم المميزة في ملاعب الجولف الخضراء، بل أبدوا التزاماً راسخاً بتطوير هذه اللعبة في المملكة العربية السعودية، من خلال دعم المبادرات الموجهة للجماهير، والحرص على إرشاد المواهب الناشئة، والعمل على الترويج لنشاطات الجولف السعودية حول العالم، حيث يعمل هؤلاء الأبطال على بلورة مستقبل هذه الرياضة في المملكة. وفي إطار هذه الجهود، شهدت عطلتا نهاية الأسبوع في البطولة، انضمام أكثر من 6 آلاف لاعب جولف جديد إلى برنامج «جو جولف» من «جولف السعودية» حيث حصلوا على دروس مجانية، في حين لعب وجرّب ما يزيد على 70 ألف شخص رياضة الجولف للمرة الأولى في الملاعب، ما يعكس نمو شعبية اللعبة في المملكة.
إضافة إلى ذلك، تم اختيار خالد عطية، أحد أبرز اللاعبين المحترفين الجدد في المملكة العربية السعودية سفيراً لـ «جولف السعودية»، وأن يكون لاعب احتياط ضمن بطولة ليف جولف الافتتاحية للموسم الحالي 2025، وقد سلطت مشاركته الضوء على التأثير المتزايد للسعودية في رياضة الجولف، لا سيّما أن عطية اكتسب خبرة قيّمة بمشاركته في صفوف نخبة لاعبي الجولف العالميين. كذلك، شهدت هذه البطولة مشاركة أول حكم عربي في تاريخ بطولات «ليف جولف».
في السياق، حضر حشد من الجمهور للاستمتاع بمستويات جولف استثنائية على مدى أيام البطولة الثلاثة. إلى جانب ذلك حظي الجمهور بفرصة المشاركة في نشاطات ترفيهية وتجارب متميزة عدة ضمن فعاليات هذه البطولة المبتكرة بنسختها المسائية التي تُوِّج بلقبها اللاعب البولندي أدريان ميرونك. ومع ختام فعاليات هذه البطولة، سرعان ما عاد العديد من المشجعين لحضور بطولة صندوق الاستثمارات العامة السعودية للسيدات التي نظمتها جولف السعودية لمزيد من التشويق في عالم الجولف، حيث شهدوا فوز اللاعبة جينو ثيتيكول في هذه البطولة، لتحقق فوزها السابع عشر في مسيرتها الاحترافية، إذ سجلت 69 ضربة في الجولة الأخيرة، لتنهي البطولة بـ 16 ضربة تحت المعدل.

وقد سارت اللاعبة التايلندية ثيتيكول على خطى مواطنتها باتي تافاتاناكيت التي حازت الجائزة الكبرى وتُوّجت بلقب بطولة أرامكو السعودية الدولية للجولف، التي تبلغ قيمتها 5 ملايين دولار أميركي.
تقول ثيتيكول التي تُعد هذه البطولة الأولى لها خلال الموسم: «إنها أفضل هدية حصلت عليها في حياتي». وأضافت: «لم أكن أتوقع الفوز بأول بطولة لي للعام الحالي، خاصة بعد توقف طويل عن المشاركة في البطولات. لكن للفوز هنا ميزة كبيرة، إذ يمكننا الاستفادة من هذا الأداء ومواصلة النجاح. وما يسعدني حقاً أن فريقي سيكون فخوراً جداً بهذا الإنجاز، لا سيّما أننا اجتهدنا كثيراً خلال الفترة التحضيرية قبل الموسم، وسعينا دوماً لتحسين الأداء. الفوز بالبطولة يؤكد أن جهودنا تؤتي ثمارها».
بدأت ثيتيكول اليوم الأخير في نادي الرياض للجولف متقدمة على منافساتها بثلاث ضربات، ثم سرعان ما وسّعت الفارق بعد أن سجلت أربع ضربات تحت المعدل (بيردي) في الحفر العشر الأولى، لتتقدم بفارق خمس ضربات قبل النهاية بـ 8 حفر.
لم تخسر المصنفة الرابعة عالمياً سوى ضربة واحدة أمام منافساتها في الحفر الباقية، وكان ذلك كافياً للتفوق على أقرب منافساتها سومي لي التي أنهت الجولة بضربتين تحت المعدل (70 ضربة)، لتفوز بالمركز الثاني منفردة. أما البريطانية أنابيل فولر فقد حققت عودة مميزة بعدما أنهت الحفر التسع الأولى بثلاث ضربات فوق المعدل، لتنهي الجولة لاحقاً بضربة واحدة فوق المعدل منفردة بالمركز الثالث.
بعد فوزها بالمركز الثالث، دخلت فولر ضمن قائمة اللاعبات العشر الأوائل للمرة الثانية على التوالي، إذ سبق لها أن حازت المركز السادس ضمن الجولة الأوروبية للسيدات (LET).
بعد جولتها الأخيرة، أفادت فولر التي تبلغ من العمر 22 عاماً، بأنها ستحصل على 270 ألف دولار أميركي بعد فوزها بالمركز الثالث في البطولة السعودية الدولية للسيدات، وأضافت: «كنت قد أخبرت والديّ في الأسبوع الماضي أن مثل هذه البطولات تُحدث تحولاً جذرياً عند اللاعبات؛ فرياضة الجولف مكلفة، وكذلك السفر، لذلك فإن فرصة الفوز بهذا المبلغ تُعد هائلة، وتسهم في إطالة مسيرتنا الاحترافية في هذه الرياضة».
وتابعت فولر: «سعدت كثيراً باللعب إلى جانب جينو ثيتيكول وأتعرف إلى أسلوبها في اللعب، فهي بارعة حقاً. لقد ذهلت كثيراً بعدما رأيتها تخطئ، ثم تداركت الأمر بسرعة كبيرة، فهي الأفضل في التسديدات القصيرة، وقد نجحت دوماً في الخروج من المواقف الصعبة ببراعة. ويسعني القول إن تقديم أداء قوي لأسبوعين متتاليين منحني ثقة كبيرة بالنفس».
وتفخر البطولة السعودية الدولية للسيدات بجوائزها المالية البالغة 5 ملايين دولار أميركي، وهي الأكبر في إطار الجولة الأوروبية للسيدات خارج نطاق البطولات الكبرى التي جاءت بقيمة الجوائز ذاتها المقدمة لبطولات الرجال، والتي أقيمت في المملكة العربية السعودية ضمن الجولة الآسيوية، برعاية مجموعة سوفت بنك للاستشارات الاستثمارية، ما يعكس التزام «جولف السعودية» و«صندوق الاستثمارات العامة» بتمكين المرأة في هذه الرياضة وتعزيز حضورها.
تحدثت ثيتيكول عن هذا الأمر بعد فوزها: «أعتقد أنّ جولف السعودية وصندوق الاستثمارات العامة بذلا جهوداً كثيرة للارتقاء بمستوى الجولف للسيدات وتطوير اللعبة. وأقدّر كثيراً رؤيتهم للإمكانات الكبيرة لرياضة الجولف النسائية ومواصلتهم الاستثمار فيها، إذ تحتاج لهذا النوع من الدعم للاستمرار في النمو، لا سيما بالنسبة للجيل القادم من اللاعبات. وآمل أن يتابع عدد أكبر من المشجعين، سواء في الملعب أم عبر البث التلفزيوني. لقد برعت المملكة العربية السعودية في تنظيم بطولة ضخمة ودعوة نخبة اللاعبات للمنافسة، وهذا أمر رائع حقاً لجولف السيدات».
من جهتها، تواصل «جولف السعودية» التزامها بجعل هذه الرياضة أكثر وصولاً للجميع، إذ تعمل بنشاط لاستقطاب اللاعبين الشباب وزيادة المشاركة ورعاية أبطال المستقبل.
وهكذا، من خلال استضافة بطولات عالمية المستوى وتقديم برامج تطويرية تمضي المملكة العربية السعودية في ترسيخ مكانتها وجهة رائدة للاعبي الجولف الطموحين من الهواة والمحترفين على حد سواء.