حققت «جمعية الامارات لمحترفي الغلف» (PGA) تقدماً كبيراً منذ تأسيسها في عام 1995، حيث تطورت لتصبح مركزاً حيوياً يضم تحت مظلته محترفي الجولف في دولة الإمارات العربية المتحدة. واليوم، تمتلك الجمعية جدولاً حافلاً بالبطولات، وتصنيفاً تنافسياً لأفضل اللاعبين. كما تقدم لأعضائها فرصاً متميزة، وبذلك تقوم هذه المؤسسة بدور محوري في الارتقاء بمستوى رياضة الجولف الاحترافي في المنطقة.

يأتي جدول الترتيب العام في صدارة الأمور التي تقدمها هذه المؤسسة، وهو يعرف بأنه تصنيف موسمي معتمد على أداء اللاعبين طوال الموسم. هذا الترتيب لا يُعد مجرد رقم للاعبين محترفين، مثل جاكسون بيل من أكاديمية تومي فليتوود للجولف في دبي الذي يتصدر حالياً جدول الترتيب العام، بل ينظر بيل إلى هذا الترتيب على أنه خطوة نحو فرص أكبر لبلوغ آفاق أوسع في هذه الرياضة.

يقول بيل الذي يواظب على المشاركة في بطولات جمعية الامارات لمحترفي الغلف منذ قدومه إلى البلاد قبل ستة أعوام ونصف، وهو إلى ذلك يستمتع حقاً بالتحديات التي تحفل بها بطولات الجولف التنافسية: «أحب أن أخوض التحديات على جميع الصعد، خاصة في رياضة الجولف؛ فهذه الرياضة ممتعة من الجانب الاجتماعي، لكن لا شيء يضاهي متعة التنافس في اللعبة، فهي تحفزني كثيراً».

على الرغم من اضطرار بيل لإجراء ثلاث عمليات جراحية في يده، وتوقفه عن ممارسة الجولف لأكثر من عام، إلا أنه وجد نفسه في صدارة الترتيب، ويعلق على ذلك بالقول: «تفاجأت كثيراً بوجودي في صدارة الترتيب العام بعد انقطاعي عن اللعب لما يزيد على 12 شهراً، وأنا سعيد بذلك للغاية». وأضاف: «لم يكن أدائي جيداً خلال هذا الموسم، لكن مستواي تحسّن كثيراً منذ البداية حتى نهاية اللعب. أعتقد أنه لا يزال أمامي مجالاً للتحسن أكثر، ما يُعد أمراً جيداً».

لقد حرصت «جمعية الامارات لمحترفي الغلف» على زيادة عدد بطولاتها خلال السنوات الأخيرة؛ فما كان في السابق يضم عدداً محدوداً من الفعاليات التنافسية، أصبح اليوم يضم أجندة حافلة من البطولات تتضمن قرابة 30 بطولة في عموم دولة الإمارات العربية المتحدة، ما يوفر للمحترفين، مثل بيل، فرصاً منتظمة لاختبار وتطوير مهاراتهم وسط أجواء تنافسية، يقول بيل: «لا شك بأن إقامة البطولات بمواعيد شبه أسبوعية يحفزنا على قضاء وقت أطول في التدريب الجاد والمشاركة المستمرة. ومع كون ملاعب الجولف في الإمارات العربية المتحدة تتميز بسمعة عالمية المستوى، فهذا سبب إضافي يحمسنا للعب البطولات طوال الموسم».

حقوق الصور محفوظة – جاكسون بيل (إلى اليمين)؛ «جمعية الإمارات لمحترفي الغلف» (PGA)

إن عدد البطولات المتزايد لا يهدف إلى توفير أجواء تنافسية للاعبين وحسب، بل يُعد سبيلاً لهم لبلوغ منافسات عالية المستوى؛ فاللاعبون الذين يتصدرون ضمن تصنيف الجدول العام قد يحظون بفرصة المشاركة في بطولات كبرى عدة، مثل جولة كلاتش برو (Clutch Pro Tour)، وجولة هوتيل بلانر (HotelPlanner Tour)، ما يمهد الطريق أمامهم للتنافس مع أبرز لاعبي الجولف المحترفين حول العالم.

ويتعدى دور «جمعية الامارات لمحترفي الغلف» مسألة تنظيم البطولات وفقاً للمدير التنفيذي للمؤسسة، كيرين برات، وأضاف: «تهتم المؤسسة بجمع اللاعبين للتنافس المستمر على مستوى عالٍ، فضلاً عن مواصلة تعزيز وتطوير رياضة الجولف ذاتها».

ما يلفت الانتباه حقاً أن نحو 50% من أعضاء الجمعية يعملون مدربين محترفين، أما البقية فينشطون في مجالات تشغيل مرافق الجولف وإدارتها. لذلك لا يقتصر دور بطولات الجمعية على إتاحة فرص اللعب للاعبين، وإنما تُعد أيضاً سبيلاً للتواصل بين الأعضاء وتبادل الخبرات ودعم بعضهم بعضاً في مسيراتهم المهنية.

يبدو الموسم مشوقاً، لا سيّما أنه يتضمن بطولات رئيسة مهمة، أبرزها على سبيل المثال، بطولة «جمعية الامارات لمحترفي الغلف» في نادي الزوراء بإمارة عجمان يومي 21 و22 من شهر أبريل الحالي، وهي بطولة مهمة ستحدد الترتيب النهائي للجدول العام.

علاوة على بطولات الجولف التنافسية، تسعى المؤسسة لزيادة عروضها المقدمة إلى أعضائها. وفي الوقت الراهن يتواصل العمل لإقامة شراكة جديدة مع شركة كوبرا بوما للجولف (Cobra Puma Golf) التي تهدف إلى إطلاق برنامج مخصص للتطوير الشخصي للاعبين المحترفين. يقول برات: «من شأن هذا البرنامج أن يعزز من جاذبية المؤسسة على صعيدي التطور المهني الاحترافي والشخصي. ولا تزال تفاصيل الشراكة قيد النقاش حالياً، لكن الأمور تبشر بالخير».

يبدو مستقبل جمعية الامارات لمحترفي الغلف وأعضائها مشرقاً وواعداً حقاً.